عزيرتي الفيمنست.. كلّ الدعم ولكنها المبادئ
ندي الساعي تخرج نصاً من رواية شتاء في قلبي علي لسان احد الشخصيات في جمعية anti social كل الدعم ولكنها المبادئ..
كتبت: ندي الساعي
سوزان صحفية شابة و متطوعة في جمعية anti-social لتحدث عن شئون المراة و مسئولة عن مساعدة الفتيات الذين يتعرضون للعنف الاسري و الاغتصاب للتخطي من معاناتهم .
وصلت صاحبتُنا مبكرا إلى مقَرّ إحدى الجمعيات الاجتماعية المفتوحة، المُهتمَّة بشأن النسويات، تلبية لدعوة وُجِّهت إليها، وصارت تستمع إلى مختلف الآراء، وما إن حان دورها للحديث حتى وقفت في اعتدال، موجهة حديثها إلى الجميع تقول:
“يؤسفني أن أقول لم أعد” فيمنست” بعد الآن، يؤسفني أني أنهيت حربي في سبيل الحرية والكرامة من أجل النساء والفتيات الذين يعانون من العنصرية، لأني أمضيت وقتًا طويلًا وأنا أحارب من أجل قضية قد تغيرت للأبشع، كنت فتاة قوية حينما وطأت رجلي إلى القاهرة..
كنت فتاة قوية حينما رفضت قوانين المجتمع الراسخة والقيود المزيفة الجامدة للمرأة والتي جعلتني أرى الحياة بشكل أفضل وأجمل، حياة لا تعاني فيها المرأة أو تجد فيها أي معاناة وعنصرية يدفعها للكبت والضغينة، يدفعها إلى الاستغلال من قبل المتوحشين في الأرض، يؤسفني أن لكنتي الصعيدية قد تلاشت من فمي، لمواكبة الحياة القاهرية، لكني أريد أن أعيدها أكثر من أي وقت مضي، لأني اتهمت زورا أنني أخذ النسوية ستارًا لفعل الرذائل والقاذورات، وهذا ليس لسلوكي لكن هذا بسب تغير مفهوم النسوية مؤخرًا، أو لأننا شوهنا سعيه الحقيقي الطيب من المطالبة بحقوق سلمية إلى عقوق.
في هذا الوقت بالتحديد وبعد رؤية نماذج تقاتل الآلاف السنين من المحاربة لتكوين النسوية التي من شأنها تعلي من وضع المرأة بالمجتمعات وليس جعلها دمية أو أمه أو جارية. رأيت مؤخرًا أن الفتيات والنساء أنفسهن دمرن معاني الحرية الحميدة المحكمة بالمبادئ.
أحزنني أنني رأيت تنافسًا أحمق للنساء اللاتي ينافسن على الرذائل والأفعال القبيحة تحت مسمى الفيمنزم، تدخن لأن الرجال يفعلون، تحت مسمى المطالبة بالمساواة، لذا لا ضير أن أدخن، أدمن على الحشيش أو المخدرات، هذا لأن من حقي التجربة كالرجال، أتحدث بألفاظ بذيئة خارجة ،أمارس الجنس هذا لأننا متساويان، كانت في الماضي تحارب المرأة من أجل التعليم أو الرياضة، فنجد مثلًا أن أول امرأة تقود طائرة “لطيفة النادي”، أول امرأة تعمل بالصحافة “أمينة السعيد”، أول عالمة “سميرة موسي”، أول سفيرة للخارج “عائشة راتب”، أول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة “سهير القلماوي”، كانت النساء تطالب بالحقوق السامية وليس المنحطة، كما أنه في الماضي طالبت من أجل المساواة في العمل، المساواة في الحصول على أجور متساوية مثل الرجال، وليس بالتساوي بأبشع صفات الرجال.
كانت الـ feminists قديمًا يتحدين عوائق محددة بمجتمعهم، فكانت هذه أول سبَّاحة تفوز بكذا رغم أنها تحدت وتخطت عنصرية بشعة، وكانت كذا وكذا وبسب العنصرية أصبحت شخصية “ما” رائدة في مجال جليل، لكن اليوم تفعل الفاحشة وتسمي ذاتها بـ single mother وأنها عظيمة لأنها واجهت المجتمع المتخلف العصيب، لأنها احتفظت بطفلها الذي يرفض أبوه أن يعطيه اسمه. ويسمين أنفسهن بنساء قادرات لكني ما أراهن إلا سيدات «فاجرات»، آسفة على اللفظ لكن هذه هي الصورة المتاحة، فاليوم تغيَّر مفهوم النسوية للأبشع، فلا يسرني أن أكون فيمنست في مجتمع يضع له قواعد ومبادئ عقيمة متخلفة.
أنا مع الفيمنزم لكن بمفهومها العتيق، آسفة لهذا الأمر، لكني لن أدافع مجددًا عن حقوق المرأة التي تفقدها لنفسها كل يوم بالتغيير القذر. بالنهاية تبًّا للحرية إذا صاحبتها “الخطايا”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.