الشارع السياسى

شيخ الأزهر يعلن إنشاء مركز للتراث والتجديد.. ويؤكد أن الانفتاح الحضاري هو إخفاق لتيار الانغلاق والتشدد

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن العلماء الإصلاحيين هم القادرون على تجديد الفكر الديني، موضحا أن الانفتاح الحضاري هو إخفاق لتيار الانغلاق والتشدد وهو في الوقت ذاته إسقاط للمتفرنجين الذين يديرون ظهورهم للدين .

جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر تجديد الفكر الديني الذي ينظمه الأزهر الشريف اليوم الاثنين برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى افتتحه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ويستمر حتى غد.
كان شيخ الأزهر قد أعلن عن إنشاء مركز الأزهر للتراث والتجديد، الذى يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، وعددا من العلماء المتخصصين الراغبين في المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي.

وقال فضيلة الإمام شيخ الأزهر، إنَّ الإسلام ظلَّ – مع التجديد – دينًا قادرًا على تحقيق
مصالح الناس، وإغرائهم بالأنموذج الأمثل في معاملاتهم وسلوكهم، بغضِّ النَّظر عن أجناسِهم وأديانهم ومعتقداتهم، مشيرًا إلى أنه مع الركود والتقليد والتعصُّب بقي الإسلام مجرَّد تاريخٍ يُعرض في متاحف الآثار والحضارات، مؤكدًا أن هذا المصير البائس لا يزال يشكِّل أملًا، وحُلْمًا ورديًّا يداعب خيال المتربِّصين في الغرب والشرق، بالإسلام وحده دون سائر الأديان والمذاهب، ومن هؤلاء مَن ينتمي إلى هذا الدِّين باسمِه وبمولدِه.

وأضاف الإمام الأكبر – خلال كلمته حول “تجديد الفكر والعلوم الإسلامية” – أن قانون التجدُّد أو التجديد، هو قانون قرآنى خالص، توقَّف عنده طويلًا كبارُ أئمةِ التراث الإسلامي وبخاصة في تراثنا المعقول، واكتشفوا ضرورته لتطور السياسة والاجتماع، وكيف أنَّ الله تعالى وضعه شرطًا في كل تغيُّير إلى الأفضل، وأن وضع المسلمين، بدونه، لا مفر له من التدهور السريع والتغـير إلى الأسوأ في ميادين الحياة، مستشهدًا بقول الله تعالى”ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الأنفال: 53].

وأشار إلى أن التيار الإصلاحي الوسطي هو الجدير وحده بمهمة “التجديد” الذي تتطلَّع إليه الأمة، وأعني به التجديد الذي لا يشوِّه الدِّين ولا يُلغيه، وإنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يتناسب من أحكامه الفقهيَّة إلى الفترة التاريخيَّة التي قيلت فيها، وكانت تمثِّل تجديدًا استدعاه تغيُّر الظروف والأحوال يومذاك.. وهذا ما نأمل أن يعكسه مؤتمر الأزهر العالمي حول “تجديد الفكر والعلوم الإسلامية”.

ولفت إلى أن الأسباب التي أدَّت إلى غلق باب الاجتهاد وتوقف حركة التجديد، في عصرنا الحديث، تُظهر عدم الجدِّيَّة في تحمُّل هذه المسئولية تجاه شبابنا وأمتنا؛ فقد صمت الجميع عن ظاهرة تفشِّي التعصُّب الدِّيني سواء على مستوى التعليم أو على مستوى الدعوة والإرشاد، مؤكدًا أن دعوات التعصُّب هذه لا تعبر عن الإسلام تعبيرًا أمينًا، إلا أنها تحظى بدعمٍ ملحوظ مادي وغير مادي، يضاف إلى ذلك ظهور كتائب التغريب والحداثة، والتي تفرَّغت لتشويه صورة رموز المسلمين، وتلويث سمعتهم والسخرية من تراثهم، وأصبح على كثير من الشباب المسلم أن يختار في حلبة هذا الصراع: إما الانغلاق والتعصُّب والكراهية ورفض الآخر، وإما الفراغ والتِّيه والانتحار الحضاري.

ويناقش مؤتمر الأزهر الشريف تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، تقديس الجماعات الإرهابية للفرد، استخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، مناقشة دموية الفكر الإرهابي، وأخيرًا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.

كما أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إنشاء مركز الازهر للتراث والتجديد، يضم علماء المسلمين من داخل .مصر وخارجها، وعددا من العلماء المتخصصين الراغبين في المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى