ذبح الشرفاء على عتبة محجوب وشملول )
مجدي سبلة يكتب
يقال أن تاريخ الأكراد هو تاريخ الاستكراد، والاستكراد هو معاملة الشخص على أنه كردي، وهذا ليس تقليلا من شأن الأكراد، ولكنه نشأ بسبب المحنة التاريخية للأكراد مع الدول الكبرى في العالم، فعلى مدار كل الأحداث التاريخية الكبيرة والحروب جرى خداع الأكراد من خلال إعطائهم وعود براقة بأن أحلامهم ستتحقق بعد انتصار هذا الطرف أو ذاك في تلك الحرب وأن وقوفهم إلى جوار هذه القوة أو تلك سيضمن لهم تحقيق هذه الأحلام .
وبعد انتهاء الحروب لا يجد الأكراد شيئا من هذه الأحلام.
تذكرت هذا المصطلح وأنا أتأمل أحوال أبناء المصلحة صاحبة السمعة والصيت وبخاصة منتسبي ما يسمى بقطاع الإعلام الداخلي وما يتعرضون له بسبب المدعو محجوب عبد الدايم الذى يحتفظ بجهاز فك شفرات القنوات المتخصصة في منزله وشملول يسدد عنه جعلا شهريا مقابل هذا الجهاز للجهات المختصة ..
محجوب جعل مرؤوسيه يشعرون بشعور الأكراد وبخاصة بعد الذي عرفوه من خلال المقال السابق عن المتحصلات المالية التي يأخذها محجوب وهي 556 ألفا في الوقت الذي يحصلون هم على 6000 جنيه في الشهر على أقصى تقدير، ولهم الحق أن يشعروا بالاستكراد.
لقد عرف أبناء هذا القطاع وغيرهم بعد نشر المقال السابق أنهم يتعرضون لأكبر عملية استكراد منذ أربعة ملايين وأربع مائة ألف سنة، أي منذ بداية الجنس البشري في أفريقيا
فجر المقال السابق حالة من الغضب والاحساس بالاستحمار بعد أن عرفوا الفرق الشاسع بين ما يتقاضونه وبين ما يتقاضاه محجوب عبد الدايم الذي هو موجود في مكانه وجودا مخالفا لقانون الخدمة المدنية !
إذا كان محجوب موجودا في وظيفته بما يخالف القانون ويحصل على 556 ألف جنيه في العام، غير ما يتحصل عليه من الاودا فكم كان سيتقاضى لو كان وجوده في مكانه وجودا مستحقا؟
ولقد سادت حالة من الصدمة التي لا توصف بين منتسبي المصلحة ذات السمعة والصيت بشكل عام بعد رؤية المبالغ التي يحصل عليها الخنفشاريون الجدد التي لم يكن يعرفها أقرب المقربين إليهم حتى قنصوة أو ابو الضوء لدرجة أن الكثيرين باتوا يسخرون من أنفسهم ويشعرون أنهم مثل أهل الكهف الذي يعيشون خارج الزمن ولا يعرفون ما يدور خارج كهفهم .
وبعد الصدمة المهولة التي ضربت الجميع أصبح السؤال الذي يسأل في اليوم ألف مرة هو: هل هناك نتيجة لما يكتب ؟ وأصبحت الهواتف النقالة لا تكف عن الرنين والسؤال هو السؤال: لماذا لا يزال محجوب عبد الدايم مكانه؟
وهل سيبقى شملول الحصاوي في مكانه؟ وهل سيرحل الرجل الذي حول الدجاجة إلى بطة ؟
فهل نحن فعلا كأهل الكهف ولا زلنا نعيش في قوانين قديمة وعملات قديمة ومعتقدات قديمة ؟ وهل أنا “دون كيشوت” أستحضر زمن الفروسية وأعيش فيه وأحارب طواحين الهواء ؟ قلت من قبل أنني رأيت محجوب عبد الدايم في الأدب مرتين وعرفت مصيره في كل مرة ،ولكنني حتى الآن ورغم كل ما قيل لا أعرف مصير محجوب عبدا لدايم الذي أعرفه !
محجوب الذي يسافر إلى مطروح على ذمة العمل لكي يبيت من الخميس إلى الأحد تحت عنوان التفتيش أو حضور ندوة أو خلافه من أنشطة لا تحتاج لأكثر من سويعات قليلة!
ولكن مطروح أم العز والهناء وموطن القبائل العربية الكريمة تأبى إلا أن تمارس معه كل بنود الكرم العربي المعروف وتلتقط له الصور وهو يرتدي ملابس القطاعين من البدو!!
كل شيء أهين ..أهينت هيبة المنصب واعتباره، وأهينت درجة الدكتوراه واعتبارها، بسبب طفل يلهو مع مجموعة من المرؤوسين على “مجموعة” الواتساب فيحذف من يشاء ويضيف من يشاء ثم يحذف نفسه، ثم يعود، ثم يحذف الجميع ثم ينشئ مجموعة جديدة.. يهدد ويتوعد ويقيل إعلاميين أقدم منه في الدرجة !!!
وكأن رئيس المصلحة وضعه في هذا المكان لكي يتسلى وليكون ذلك سببا لوضعه في مصاف الكبار الذين يحصلون على المكافآت الأسطورية وليضع اسمه واسم البطريق وشملول في جميع كشوف المكافآت بما فيها كشوف شئون العاملين وكشوف الشئون المالية بل ويضع اسمه واسم البطريق في كشوف المشتريات نفسها، وليصبح المهيمن الأول والأخير على كشوف الأودا وعلى أنفاق مليونين من الدولارات أو ما يوازي مائة مليون جنيه لا نعرف عنها شيئا!
هذا ليس عجيبا لأن رئيس المصلحة نفسه اتخذها مجرد منصب ومكانة ولم يكن له علاقة بالمصلحة إلا من خلال الأوراق التي يقدمها لها شملول الحصاوي ليلا ليوقع عليها مطمئنا بتأكيدات التيس المستعار المحلل بأن كل شيء على ما يرام مما أدى على مدار سنوات مضت إلى تمرير ما لا يمر وتسيير المراكب في رمال الصحراء.!!!
ألم ينتبه رئيس المصلحة إلى أن هناك فرق شاسع بين ال ٦٠٠٠ جنيه التي يحصل عليها حوالي ٩٠ بالمائة من أبناء المصلحة المنكوبة وبين ال ٦٣ ألف التي يحصل عليها شملول الحصاوي كل شهر وهو ما يقرب من المليون خلال العام الواحد !
ما هو الميزان الذي وزنتم به كم العمل وجودته لكي يحصل شملول على مليون جنيه في العام؟
لو كان شملول يحصل مثلا على ٦٣ ألف جنيه في الشهر وأي مدير عام مثله يحصل على أربعين ألفا مثلا لقلنا أن هناك ميزان وأن التميز أساس المسألة ولكن الآخر يحصل على عشرة آلاف على الأكثر فهل هذا أمر طبيعي؟ !
وكيف في هيئة إعلامية قوامها إعلاميون وتخصصها الرئيسي هو صناعة الإعلام نجد مسئول الشئون المالية والإدارية هو الأكثر تميزا بهذا الشكل ؟ من الذي مكنه من ذلك ؟
كنت أتمنى كما يتمنى أبناء هذه المصلحة أن يقوم رئيس المصلحة ذات السمعة والصيت بالبحث فيما ينشر ويتخذ قرارات ويحاسب ويقدم الشكر لي ولكل من ساعد بالمعلومات في كشف هذه النكبة المخفية، ولكن بدلا من ذلك قام بكل ما يملك لإسكات صوتي وسعى لدى جميع المواقع التي قمت بالنشر من خلالها لمنعي من النشر ومارس ضغوطا كبيرة عليها واستخدم نفوذه في إسكاتي واستخدم سلطات منصبه المتوقع الذي لم يعين فيه بعد من أجل منع النشر!
فهل الذي يهم رئيس المصلحة هو معرفة من الذي سرب الكشوف التي كشفت المستور أم يهمه ضبط الانحراف؟!!!هل كل ما يهم رئيس المصلحة هو كون ما جرى مقنن وتم إخراجه إخراجا قانونيا سليما من حيث التوقيع على الأوراق، أم يهمه هذا التفاوت المقيت بين الذي يحصل على مليون جنيها في العام وبين من لا يكفيه راتبه الشهري ؟
وهل يقبل رئيس المصلحة أن تحصل موظفة شئون مالية تقاعدت منذ خمس سنوات على متحصلات مالية تفوق بكثير متحصلات مدير عام إعلامي بالمصلحة؟
هل أحيط رئيس المصلحة علما بذلك الإحساس المرير الذي انتاب الغالبية العظمى من أبناء المصلحة بعد نشر الأرقام التي نشرت؟
وهل علم في المقابل ما الذي يفعله رجال حاشيته منذ نشر هذه الأرقام ولا يزالون يفعلونه حتى اللحظة وهو أنهم يبحثون عن المظلومين لا ليرفعوا عنهم الظلم ولكن لكي يزيدوهم ظلما. يبحثون عن أي شخص يعتقدون أن له صلة بتسريب كشوف المتحصلات المالية الخاصة بالخنفشاريين الجدد!
لماذا هناك غرفة عمليات دائمة تضم شملول الحصاوي وشلبية البرجوازية وبديعة الحيزبون يقومون بالتنسيق مع محجوب لمواصلة إيذاء إعلامي مكافح لم يرتكب إثما؟ ألا يكفيكم ما حدث من تلفيق ظالم؟
وهل علم رئيس المصلحة أن هناك سيدة عوقبت وتم التنكيل بها لأنها شريفة وأن التنكيل بالشرفاء أصبح في عهده أمرا مألوفا بعد أن ترك كل شيء لشملول الحصاوي ليفعل ما يشاء وينكل بمن يشاء ؟
الأوراق الموجودة بين يدي تؤكد أن هذه السيدة بريئة ،والحمد لله أن القضاء الشامخ قضى أيضا ببراءتها في قضية حاكها شملول بإحكام وساعده التيس المستعار الذي يقوم بلوي رقبة القوانين واللوائح وتطويعها لخدمة أهداف شملول وتمرير شملول سالما من عشرات التهم، والدليل على ذلك أن شملول لم يتعرض لأي جزاء ولا حتى لفت نظر، رغم كم الشكاوى وكم القضايا التي قدمت ضده على مدار عشر سنوات! وكأن شملول ملاك طاهر وبقية الموظفين شياطين!
هل يستطيع رئيس المصلحة وحاشيته ومستشاروه أن يشرحوا لنا قصة التسوية التي أخذت رقم شطب ٢٨٠ بتاريخ ٢٨/١٢/٢٠١٩ بمبلغ ١٣٩٠٠٠٠٠ التي رفضت السيدة المشار إليها تسويتها وتعللت السيدة المظلومة بأن مبلغ كهذا لا يتم تسويته الا بواسطة لجنة من وزارة المالية، وبسبب قلقها رفضت السيدة إدخالها على “السيستم” حتى تتأكد من صحة ما فيها وتتأكد من وجود مستندات رسمية سليمة حول أوجه الصرف فيها؟
ما هو العيب فيما قامت به هذه السيدة حتى لو ثبت في النهاية أن هذه الملايين صرفت بالحلال وبالقانون؟ هل تستحق أن ينكل بها شملول الحصاوي بالشكل الذي حدث والذي تحكيه الأوراق التي معنا بكل وضوح؟
ماذا جنت هذه السيدة لكي تواجه الضغوط التي لا تتحملها سيدة ولا يتحملها رجل؟،هل ذهابها إلى وزارة المالية وتقديمها شكوى ضد المراقب المالي تهمة يعاقب عليها القانون ؟ لماذا لم يهتم أحد بالدافع الأساسي وراء قيامها بالشكوى وهو الخوف من تسجيل تسوية شعرت أن بها شيئا غير سليم وخافت من الإضرار بالمال العام ؟
ولكن بدلا من مراعاة ذلك في التعامل معها اعتبرها شملول الحصاوي موظفة مارقة لأنها قدمت شكوى (كيدية) ضد مندوب وزارة المالية في الهيئة وقام بالتعدي عليها بألفاظ لا تليق كما أثبتت شهادة الشهود الموثقة في الشهر العقاري وكما أثبت القضاء الشامخ خلال نظر هذه القضية.
هل هذا هو جزاء سيدة أبت أن تتهاون وأبت أن تتساهل في تسوية ١٣ مليون جنيه ليتم سبها وإهانتها أمام زملائها يثم جرها إلى المحاكم لتبقى سنوات في محاولة اثبات براءتها حتى حصلت عليها ؟
من الذي يعوض سيدة كهذه عن الألم النفسي والضرر الصحي ومن الذي يعوض أبناءها عن شعورهم السلبي الذي أصابهم ؟ ألم تكن هذه الواقعة كافية لجعل رئيس المصلحة يتخذ قرارا على الأقل بتقليل اختصاصات وصلاحيات شملول الحصاوي التي لم يسبق لها مثيل ؟
لماذا لم يأخذ رئيس المصلحة بقرار الأجهزة الرقابية برفض ترقية هذا الرجل للمناصب القيادية بالمصلحة؟
لقد انتصرت هذه السيدة الشريفة في النهاية بحكم القضاء الشامخ وأسعدت كل الشرفاء الذين ينتظرون يوم انتصار ژميلهم الكبير والمكافح حيدر الذي قاتل من أجل حقه ويقاتل حتى الآن لينجو من بطش وتلفيق شملول ومحجوب، دون تهمة، والجميع يعلم ذلك، وكانت بداية قصته الأليمة جملة قالها لشملول الحصاوي في موقف معين ،حيث قال له : أنا إعلامي ودبلوماسي وأعرف عملي جيدا، ومثلي لا يتعلم من امثالك، وما هكذا تورد الإبل يا شملولة!
لم يراعي حيدر الصلاحيات الكبيرة لشملول ومساندة كل الكبار وكل شهود الزور له فقال تلك الجملة وبدأت مأساته !
فكم نموذج ذكرناه وكم نموذج لم نذكره بعد من ضحايا محجوب وشملول المسنودين من رئيس المصلحة الحالي؟
وأختم بشيء يعد من غرائب هذه المصلحة بل من غرائب محجوب عبد الدايم وهو مجموعة مستندات وقعت بأيدينا وهي عبارة عن أوراق تحمل ترويسة المصلحة وخالية تماما من أي كتابة ولكنها ممهورة بخاتم رئيس المصلحة ،أي أنها ممهورة على بياض ؟ فكيف فعل محجوب هذه الفعلة؟ وفي ماذا استخدم هذه المستندات أو في ماذا سيستخدمها؟ وكيف سمح رئيس المصلحة بذلك؟ وإذا كان رئيس المصلحة قد سمح له مثلا باستخدام الخاتم حال غيابه، فلماذا قام بختم هذا الكم من الأوراق على بياض؟ ألا يحتمل أن يكون في الأمر جريمة؟
وهل سيظل رئيس المصلحة صامتا على كل ذلك ؟
مجدي سبله رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.