مقالات القراءمقالات واراء

حكايات محجوب عبد الدايم وخرطوم شملول

مجدي سبله يكتب
(خرطوم شملول )

جاء في كتاب أخبار الحمقى والمغفلين حكمة تقول : إذا قيل لك أن رجلا كان معك قد توارى خلف جدار فمات فصدق واذا قيل لك أن غنيا افتقر فصدق، وإذا قيل لك أن فقيرا قد سافر إلى بلد فاستفاد مالا فصدق، ولكن إذا قيل لك أن أحمقا سافر إلى بلد فاستفاد عقلا فلا تصدق !

وأنا أضيف لهذه المقولة وأقول: وإذا قيل لك أن شملول الحصاوي رغم كل الملايين التي حصل عليها من ميزانية المصلحة قد قام بسرقة التيار الكهربي في منزله وتم ضبطه من قبل شرطة الكهرباء وتحرر له محضر وقضية بهذه التهمة، فصدق، لأن رقم القضية معي !

ولأني أعرف اسم المحامي الذي يدافع عنه في القضية!وإذا قيل لك أن شملول الحصاوي قد شكل لجنة وأنفق عليها آلافا لعمل مناقصة لشراء خرطوم لرش حديقة المصلحة فصدق!
ورغم كل ذلك فأنا شخصيا لا أصدق الشائعات التي يطلقها الناس حول أسباب إبقاء رئيس المصلحة ذات السمعة والصيت على هذا الشملول وتركه يهيمن على جميع الأمور المالية بهذه المصلحة منذ وقت طويل وحتى الآن!!

ولا أصدق الشائعات التي تطلق حول أسباب الإبقاء على محجوب عبد الدايم الذي يردد في مواقف كثيرة جملة تحتمل كل أشكال التأويل وتجعل خيالك يذهب في كل الاتجاهات وهي جملة “أنا مأمن نفسي”، ومن حق كل شخص أن يفسر كيف لموظف أن يؤمن نفسه ضد محاسبة رئيسه له؟ وفي أي بيئة يمكن أن يحدث ذلك؟ وما هي نوعية رئيس العمل الذي يقبل بذلك؟
فهل يجوز يا رئيس المصلحة أن تمنح كل هذه الصلاحيات المالية لرجل سارق حتى لو كانت السرقة تيار كهربائي ؟

السرقة هي السرقة يا أخي الكريم والمال العام هو المال العام سوآءا كان في صورة نقود أو في صورة تيار كهربائي ولا فرق بين سرقة 759 ألف جنيه أو سرقة 759 كيلو وات!!!

وهل يعرف رئيس المصلحة حكاية لجنة الخرطوم؟
قبل أن تتجه الأفهام إلى العاصمة السودانية أوضح لحضراتكم أن هذه اللجنة قد شكلها شملول الحصاوي بموافقة رئيس المصلحة وبدعم مباشر من محجوب عبد الدايم لشراء خرطوم لرش حديقة المصلحة والعناية بها، وتم تشكيل لجنة معتبرة من أصحاب الخبرات الكبيرة من رجال إدارة شملول لطلب عروض لشراء الخرطوم وتم عمل اجتماعات متكررة لفحص العروض وتكليف لجنة أخرى بالشراء ولجنة للاستلام ولجنة للفحص ولجنة للمحص مع صرف مكافآت لكل اجتماع ولكل لجنة بطبيعة الحال ..
وننتظر من شملول الحصاوي أن يأخذ حبوب الشجاعة ويخرج ليعلن عن حجم المكافآت التي أنفقت على لجنة الخرطوم وعلى اللجان التي انبثقت منها! ولابد أن يوضح هل قام بوضع اسم محجوب عبد الدايم في كل اللجان أم في لجنة واحدة، لأنه من المعروف تاريخيا أن محجوب موجود في جميع الكشوف لحكمة لا يعلمها إلا الله!

الغريب يا سادة أنه بعد كل هذه اللجان وكل هذا الفحص والمحص يتبين أن العناية بالحديقة مسئولية شركة النظافة التي تعاقدت معها الهيئة بمبلغ وقدره لتقوم بكافة احتياجاتها وبطبيعة الحال هذه الشركة مسئولة عن توفير أدوات عملها، أي أن الهيئة ليست مسئولة أصلا عن شراء الخرطوم !!!
ولا تتعجبوا إذن إذا قام شملول الحصاوي في الشهر التالي مثلا بعمل كشف مكافآت أخرى للذين شاركوا في لجنة الخرطوم لجهودهم غير العادية في إنجاز مهمة الخرطوم !!!

لا أصدق أن رئيس المصلحة ذات السمعة والصيت يضع ثقته في هذا الشملول رغم أن هذا الرجل تم رفضه مرتين من قبل الجهات الرقابية خلال سعي رئيس المصلحة لتعيينه رئيس إدارة مركزية !
الرجل الذي يسرق التيار الكهربائي رغم أنه يحصل على أكثر من مليون جنيه كل عام وهو مدير عام في مصلحة خدمية لا تحقق أي نوع من الربح هو إنسان تجوز عليه أي تهمة أخرى، فكل جريمة لها أخوات والخرطوم خير دليل .

وليقل لنا المراقب المالي الضيف العزيز الذي أصبح “منا وعلينا” والذي رأى أجمل أيامه في الهيئة ذات السمعة والصيت وأخذ من كل شيء وساعده شملول الحصاوي في التمتع بأشياء جميلة كثيرة ويسر له زوجة ثانية في السر وشقة ثانية في السر …ليقل لنا هل يصح أن يوضع اسم محجوب عبد الدايم في جميع كشوف المكافآت بما فيها كشوف إدارات مالية وشئون عاملين وكشوف إدارة المشتريات وكشوف موقعة الخرطوم؟

ليقل لنا المراقب المالي صاحب الخبرة الكبيرة هل يجوز لمصلحة خدمية لا تنتج أرباحا مثل مصلحتنا أن تنفق هذه المبالغ الكبيرة من المكافآت على مجموعة قليلة من الموظفين دون سواهم؟ هل يتذكر المراقب المالي عندما كانت المصلحة تابعة لوزارة الإعلام كيف كان يحصل موظفوها على مكافآتهم في المناسبات المختلفة ؟
ألا يعرف أن هذه المكافآت كانت تصرف من ميزانية اتحاد الإذاعة والتلفزيون على اعتبار أن التلفزيون كان به قطاعات منتجة وإعلانات تدر أرباحا؟
ما الذي تغير الآن لكي يتم صرف مكافآت بهذا البذخ لعدد محدود جدا من العاملين، فالهيئة هي الهيئة، بل إنها تقلصت وصغرت حجما ونشاطا!!
هل يمكن أن يشرح لنا المراقب المالي وشملول الحصاوي ما معنى أن تكون ميزانية المصلحة مبوبة ومحددة القيمة لكل باب ( وذلك وفقا للموازنة المقترحة )؟ أليس لكل شيء بند محدد سواء المكافآت أو غيرها؟ إذا كانت الإجابة بنعم وإذا كانت قلة قليلة تحصل على هذه المبالغ كما هو الحال في المصلحة، فبكل تأكيد هذه القلة تجور على نصيب بقية العاملين في هذا البند المحدد، أليس كذلك؟
وإذا ضربنا مثلا بالقطاع الذي يسيره محجوب عبد الدايم سنجد هناك تلاعب في استخدام الألفاظ في الموازنة ، فمثلا أنشطة هذا القطاع لا يتم رصد قيمتها كأنشطة ولكن يتم رصدها كمكافآت ( بغير الحق ) ويتعللون بأنها مكافآت المحاضرين بالأنشطة، وهذا باطل لأنها أجور للمحاضرين وليس مكافآت، إلى جانب أن ميزانية النشاط لها بنود أخرى ، ومع ذلك يدلسون ويسمونها مكافآت بالموازنة والميزانية، وللأسف فإن اللجنة المختصة بمناقشة الموازنة بالمجالس النيابية يتم التدليس عليها من قبل المسئول المالي الذي يرسله رئيس المصلحة لمناقشة الموازنة، ألا يعتبر هذا التلاعب باباً خلفيا للعب في ميزانية المكافآت؟
هل يجب السكوت على مصلحة يحدث فيها كل هذا؟ وهل يليق برئيس هذه المصلحة أن يسعى بكل قوته لكي يسكت صوت الحق الذي لا يبتغي غير وجه الله والوطن؟
هل سمح رئيس المصلحة لمحجوب عبد الدايم أن يقوم بتهديد من يكتب عن مصلحة تكاد تخرج من التاريخ على أيدي من يقودونها في اللحظة الحالية؟
هل يجوز لرئيس المصلحة أن يترك صبيا من صبيانه يهدد أهل بيتي ويرسل لهم رسائل لا تليق ويختبئ وراء حسابات وهمية على السوشيال ميديا ليتطاول ويهدد ؟ هل الكشف عن الفساد جريمة بينما التدليس الذي يمارسه شملول ومحجوب وشلبية وأبو جاموس قد أصبح شيئا عاديا في المصلحة؟
لماذا يختبئ محجوب عبد الدايم خلف “الهاكرز” والحسابات الوهمية ويتصرف كالهجامين وأولاد الليل ويهدد الناس؟ لماذا لا يكشف وجهه إن كان صادقا ويدافع عن نفسه؟ لماذا لا يخرج ويعلن أمام مساكين القطاع الذين أجبرهم على عمل احتفالات أكتوبر من جيوبهم لكي يلتقط لنفسه الصور ويتلقى قصائد النفاق، لماذا لا يخرج ويخبرهم أن كشف المكافآت الخاص به الذي تجاوز النصف مليون جنيه غير صحيح؟ لماذا لا يأتي بالكشف الصحيح ويريهم إياه إذا كان الكشف الذي نشر غير صحيح؟
هل يجوز لمحجوب بعد كل هذا أن يتطاول على من كتب عن كل المآسي التي اختفت منذ زمن بين جدران هذه الهيئة التي تئن من الظلم والتمييز؟ إذا كان كاتب المقالات كما يقول، فلماذا حاول عشرات المرات أن يتصل به تليفونيا؟ ولماذا يقوم أقرب المقربين منه بالتواصل معه وتأييده فيما يكتبه ضده؟
هل يجوز لمحجوب أن يتفاخر في كل مجالسه ويقول بلغة الجنرالات أن رئيس المصلحة سوف يؤدب حيدر ويدخله السجن ويتمنى من الله أن يطول بقاء رئيس المصلحة حتى يتم هذا الحبس!!فهل محجوب يقول كل هذا من تلقاء نفسه أم ينقله على لسان رئيس المصلحة؟
وحتى إذا كان رئيس المصلحة قد قال في لحظة غضب أنه سيحبس الرجل فإن ترديده لهذا الكلام هو جريمة كبرى يرتكبها في حق رئيسه قبل أن يرتكبها في حق حيدر لأنه يحول رئيسه إلى قاض وجلاد في نفس الوقت وليس مجرد رئيس مصلحة كهذه !
لا يحبس الناس في هذا البلد سوى القاضي وبعد أن ينال الانسان محاكمة عادلة، ولا أحد يحبس بفرمان من رئيس المصلحة التي يعمل بها لأنه مكروه من رؤسائه بسبب مواجهته لهم بفسادهم!
لو كان في إمكان محجوب أو رئيس المصلحة حبس أحد فعلينا أن نحمل حقائبنا ونرحل إلى أرض أخرى.
مأساة حيدر المريرة معروفة وهو يحكيها وليس بها ما يخيفه أو يخجله ومن بين أسبابها الخفية التي لا يعرفها رئيس المصلحة أن بعض النساء عندما يدخلن على بعض الرجال تحدث قشعريرة في ظهر الأرض وتختل كل النواميس وتضطرب خلايا الدماغ وتتعطل القوانين وتسير كل الأشياء عكس الاتجاه .مأساة حيدر سببها سيدتان جميلتان إحداهما من رعايا محجوب والثانية من رعايا عطعوط، ونكتفي بذلك !

حيدر يحكي حكايته بكل شجاعة، فهل يستطيع شملول الحصاوي أن يحكي قصة واحدة من عشرات قصصه التي يشيب لها الولدان، لا نريد قصص تحرش أو لحام أوراق أو صرف مكافآت للحبايب ولا نريد قصة قائد الدرجة البخارية الذي أتى لمكتبه وكاد يفتك به ولا حتى قصة الرجل الذي ركض خلفه قبل ثلاثة أيام بمقر المصلحة وجعله يستنجد بأحد أقاربه طلبا للحماية! نريد من شملول أن يتشجع ويحكي لنا عن تكلفة صيانة التكييف المركزي بالمبنى أ خلال آخر سنتين ويحكي لنا عن علاقة شركة الصيانة بأبو الأكارم والبطريق !
إنني أؤكد ولدي الدليل أننا لو قارنا حكاية حيدر بحكاية شملول ومحجوب وشلبية وأبو جاموس وأبو الأكارم وبديعة الحيزبون وكاظم والمراقب المالي الذي قام بمصاهرة المصلحة، لوجدنا حكاية حيدر مثل حكاية الفلاح الذي غسل جلبابه في الترعة في رواية “يوميات نائب في الأرياف” للراحل العظيم توفيق الحكيم وتم القبض عليه وتحويله للمحاكمة ووقف مذهولا أمام القاضي وقال:
– يا سعادة البيه “حتحبسني” عشان غسلت “جلابيتي”
-ورد القاضي: لا ! عشان غسلتها في الترعة !
ورد الفلاح: أمال أغسلها فين يا سعادة البيه!
ماذا يفعل الفلاح اذا كان لا يملك سوى الترعة ؟ وماذا يفعل حيدر في مصلحة هذا شأنها؟
إنني على يقين أن رئيس المصلحة لو عرف قصة هذا الرجل ومعاناته كما عرفتها لقام بتكريمه يوم رحيله عن الهيئة ولما قام بتصديق سارق التيار الكهربائي في وشاياته ضده !

ولو استمع رئيس المصلحة لدفاع هذا الرجل عن نفسه لتذكر دفاع سقراط عن نفسه أمام المحكمة التي أعدمته والذي قال في نهايته : إنني أفضل أن أعدم بعد كل هذا الدفاع وقد دفعت الثمن باهظا !مجدي سبله رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى