الشارع السياسىبقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيهمقالات القراء

انفراد : المساء نيوز تحاور خال ايمن الظواهرى

حاورة / ابراهيم البسيونى

130606

هو الشيخ محمود عزام الذي عُرف في أوساط جماعات الإسلامية بأنه “الرجل الذي لا يهاب أمن الدولة”، ولم يُخفِ ما فعله، حتى عندما هدّدوه بقطع رأسه، وهو ينتمي لعائلة عزام الكبرى التي تعيش في الأردن والسعودية وترتبط بعلاقة مصاهرة مع عاهل السعودية الأسبق الملك فيصل، عزام قضى 10 سنوات من عمره داخل المعتقلات المصرية، بعد اعترافه أمام القاضي بانتمائه لجماعة “التكفير والهجرة”، التي أعلنت مسئوليتها عن قتل الدكتور الذهبي، وزير الأوقاف الأسبق، الذي هاجم فكرهم بشدة.

إن مكث «مرسي» عامًا آخر لكانت كل التفجيرات التي حدثت من نصيبه

قلتُ نعم للدستور لمصلحة البلد

والإخوان اعتبروا دستورهم قرآنًا

أيمن الظواهري فقد سيطرته

على القاعدة .. وأصبح زعيما كوديًا

فقط وينسب الأعمال لنفسه

 

محمود عبد العزيز عزام، الذي يعدّ تلميذًا لـ شكري مصطفى ، مؤسّس جماعة التكفير والهجرة، وُلد في قرية الاخصاص التابعة لحلوان عام 1948، ثم التحق بمعهد التعاون التجاري، وقبض عليه في السنة الثالثة، بسبب انتمائه لجماعة التكفير والهجرة.

كيف ترى وضع الدولة في الوقت الحاليّ؟

أرى أن ما يحدث الآن سببه عدم الفهم الصحيح، وكل العلاجات ستكون مُسكّنات، خاصة إذا كان التنازع مع تيار ينتسب إلى الدين، وأنا كنت ممن مكثوا في تلك الجماعات لفترة طويلة، وضحّينا بالغالي والنفيس، ولم نكترث، وبعد أن اطّلعت، وفهمت الحقيقة، تركت هذا الفكر، لكن الإخوان والجماعات الموالية يزعمون حاليًا أنهم المختارون.

والصلاح سيكون بعدّة طرق أوّلها أن ينزل التيار الديني بالأمور لمنزلتها الصحيحة، أما التيار الثاني، العلمانيون والليبراليون، فلا يجب أن يناحروا الإسلاميين أو يتحدّوا الدين، لأن الدين ليس محصورًا في الإخوان أو الجماعات الإسلامية بل أوسع منهم جميعًا، والثالث وهو عامة الناس، الذين لا تعنيهم السياسة، وإنما المأكل والمشرب والأمن.

هل انطوت صفحة الإخوان المسلمين للأبد بعدما لفظهم الشعب من الحكم؟

الإخوان في تصوّري قد قُضي على 95% من منهجهم، لكن الإخوان كفكر لم ينتهوا من الحياة، فمن الممكن أن ينتهي زخمهم وسيطرتهم على التيار الديني، فالإخوان فشلوا في الحكم، وكل فريق من الإسلاميين يفهم ذلك، فقد دعوا إلى إقامة دولة إسلامية وهذا ليس عيبًا، لكن العيب هو استخدام الخداع والخيانة والتضليل والكذب لبناء الدولة، وهذا ما فعلوه، فأي عمل في الدنيا يكون بفكر واتجاه، وهناك ثلاث مسائل لا بدَّ! أن يفهمها التيار الديني، أولها أن هناك فرقًا بين الاعتقاد والفكر، وتطبيقه، لا بدَّ لتحقيق الأهداف من تحقق شروطها، لأن ذلك سيؤدّي لفتنة كبرى، الأمر الثاني هو الأمور المنصوص عليها بالقطعية، كعدم شرب الخمر وغيره، فهذا لا يجوز النقاش فيه، فالأمور التي تلجىء للاجتهاد لا يجب أن نكفّر بعضنا بسببها، فالخلاف لا يفسد للود قضية، الأمر الثالث هو القبول بالواقع، فإذا أقسمت وحلفت على الدستور الوضعي، فلا يأتي مشايخكم ليلبسوا الحق بالباطل، وعليك أن ترضى بالواقع.

مرسي والبشير

ما رأيك في الجماعات الإسلامية الموجودة في المشهد السياسي الحاليّ؟

هم لا يعبدون الله على بصيرة، لكن حزب النور هو أنصحهم وأفضلهم، لأنهم الأصوب في السياسة، لأنهم يسيرون على الشرع ويرتضون الواقع، ومعظم الجماعات ستتنصّل من الإخوان خلال الفترة المقبلة، بعدما يظهر الجيش لهم القبضة الأمنية.

هل سمعتَ عن جماعة أنصار بيت المقدس التي تتولّى الأعمال الإرهابية في الفترة الأخيرة؟

نعم، سمعت عنهم في أيام حكم حسني مبارك، وكانوا جماعة سلفية في غزة تجابه الإخوان، وأرادوا أن يكونوا إمارة إسلامية في غزة، وكان رئيسهم يُدعى الإمارة في خطبه بمسجد ابن تيمية بغزة، فأخذت حماس فتوى من القرضاوي وقاموا بنسف المسجد وقتلوا معظمهم، ومن تبقّى منهم هرب إلى سيناء، فأرادت حماس أن تضرب عصفورين بحجر واحد، فالمتبقون من أنصار بيت المقدس يطلقون صواريخهم على إسرائيل من سيناء، ويكون الأمر بعيدًا عنهم، وأيضا يستطيعون بهم السيطرة على سيناء، لكنها جماعة ضعيفة، فأي جماعة تعمل لنصرة الإسلام لا بدّ أن تعلن عن أميرها لكي يبرز هامتها ويعرفها الناس، بينما هؤلاء ستار لحماس والإخوان، والمليارات تأتي لهم من قطر وتركيا وأمريكا.
ويقومون بأعمالهم من قتل وتفجير يستهدف الجيش وأبنيته، لإرهابهم وعمل انشقاق داخل صفوفه.

أيمن الظواهري

كيف ترى فكرة ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر في الفترة المقبلة، وكيف ترى تدخله في عزل مرسي من الحكم؟

من الناحية الشرعية، لا أرى رئيسًا يصلح من التيارات الإسلامية، أما من الناحية الواقعية فتصوّري هو أن السيسي هو الأنسب لرئاسة مصر لعدة أسباب، أهمّها أنه يعلم الخبايا الأمنية عن البلاد وسيطرته على الجيش، ويستطيع أن يُلملم مفاصل الدولة، كما أن المصريين يريدونه، وأرى تدخّله لعزل مرسي تصرفًا سليًم، لأن مرسي لو كان مكث أكثر لكان قد أفسد البلاد والعباد، فمبارك كان يجدّد رخصة محال الخمور لعام واحد، بينما مرسي جدّدها لـ3 سنوات، ولم يغلق الكباريهات والبنوك الربوية، بل لم يهيىء الجو لتنفيذ ذلك من الأساس، فهو كان يحاول مغازلة إسرائيل وأمريكا.

كنت أحد قيادات جماعة التكفير والهجرة سابقًا، فكيف ترى حاملي فكرهم الآن، وخصوصًا أن الإرهابيين يكفّرون الجيش والشرطة؟

الفكر موجود منذ فترة كبيرة، منذ عهد الخوارج، وهم موجودون الآن على هيئة خلايا في سيناء، وهم يعتمدون على الفكر والعاطفة مثلما يفعل الإخوان الذين يكفّرون الجميع الآن، ولا بدَّ أن تعلم أن مرسي لو كان قد مكث عامًا كاملا لكانت كل التفجيرات التي تحدث الآن في مصر من نصيبه، لأن هناك جماعات إسلامية، مثل القاعدة، كانت تكفّر مرسي والإخوان، وتطمع في الحكم، لأنهم لا يرضون بأن يكون الإخوان على رأس الدولة، لأنهم ضعاف وضالون، وأبرز دليل على ذلك هو مقتل 16 جنديًا في سيناء، مجزرة رفح الأولى ، في عهد مرسي، وكانت تلك البداية، كما أن القاعدة لا تعمل إلا في البلاد الموجود بها اضطرابات وقلاقل.

تنظيم القاعدة

حدثنا عن علاقتك بأيمن الظواهري

لم يعد أيمن يدير شيئًا في القاعدة الآن، وأصبح زعيم كوديًا فقطـ، لا يعرف ما يدور داخل التنظيم، وينسب الأعمال لنفسه لينال شهرة كبيرة، ليس مثل الملا عمر في طالبان، يعيش وسط جماعته ويوجّههم، أما محمد الظواهري فمعتقل الآن، وكان دوره في مصر أنه شقيق زعيم القاعدة فقط، وخصوصًا أنه سافر للشيشان وألبانيا، وله بعض الأتباع، أما عن قرابتي له، فوالدة أيمن الظواهري وتدعى أسماء، كانت ابنة الدكتور عبد الوهاب عزام ، وهو أول سفير مصري في باكستان، وهو ابن عم أبي، لذلك أنا خالهم.

ما مستقبل تيارات الإسلام السياسي في الفترة المقبلة؟

عندما يرون القبضة الأمنية قد اشتدت سيتراجعون، كما أن علينا مواجهتهم بالفكر وإقناعهم، لكن القبضة الأمنية لا بدَّ منها، فمثلا الحامل للسلاح لا يجب مناقشته ولكن قتله أو حبسه، وعلى حزب البناء والتنمية النابع من الجماعة الإسلامية أن يتنصّل ممن شارك في أعمال العنف، مثل طارق الزمر وعاصم عبد الماجد، وإن لم يفعل ذلك، فعلى الحكومة أن تعتقلهم، فهم كالسوس الذي ينخر في الدولة.

لماذا انقسم السلفيون لأكثر من فرقة، ومنهم من رضي بالواقع كحزب النور والدعوة السلفية، وآخرون كالجبهة السلفية انحازت للإخوان؟

أرى أن من شمّر عن ساعده لمساعدة الدولة والجيش هم أصحّ الناس، أما الجبهة السلفية والسلفية الجهادية فجهلاء بالدين، ويعملون على غير بصيرة.

ما موقفك ممن يسمّون أنفسهم بالجهاديين التائبين، كنبيل نعيم وناجح إبراهيم؟

ناجح إبراهيم مصيب في كثير من الأمور، وخصوصًا أنه مؤسس الجماعة الإسلامية، ويعلم الكثير، ونبيل نعيم كلامه جيّد، لأنه يفهم تلك الجماعات، حيث احتك بهم كثيرا وشاركهم الجهاد في الخارج.

سيناء ستظل الجزء الأهم في مصر.. ما رأيك بما يحدث فيها؟

الإخوان حاولوا ترك أجزاء منها لحماس وفلسطين، كما كانوا يريدون أن تكون حلايب وشلاتين ملكًا للبشير المنتمي لجماعتهم، وحاول مرسي جمع كل الجماعات تحت عباءته في سيناء، وذلك ما دعمته أمريكا لكي تتخلّص من القاعدة، وتتركها تنزل مصر وتحتل سيناء.

مرسي والبشير

كيف ترى قرارات العفو الرئاسي التي أصدرها مرسي عن الجهاديين المعتقلين؟

أسأل الله التخفيف عن كل من ابتُلي، لكن ليس على حساب الوطن، وأخرجهم حتى لا يتم إحراجهم، لكنه يعلم أنهم سيقتلونه، لأنهم لا يريدون الإخوان، وخاصة قيادات القاعدة.

والقرضاوي فاسد وفتاواه تخالف شرع الله، فلماذا لم يفتِ بشيء عندما انقلب الابن على أبيه في قطر، ليحصل على الحكم، ولم نر فتواه أيضًا عندما أقامت قطر قاعدة عسكرية أمريكية في أراضيها لمحاربة العرب.

هل لتنظيم القاعدة فرع في مصر؟

أي فكر جهادي له أتباع، والجيش يقاتلهم الآن في سيناء، والقاعدة عبارة عن شباب متحمّس دينيًا يريدون تطبيق حكم الله، وطريقتهم القتل والتفجير، والقاعدة فشلت في مصر، وفي كل مكان لأنهم لم يحكموا أي دولة لأن الناتو وأمريكا تطاردهم.

لو أردت توجيه رسالة للمشير السيسي.. فماذا ستقول؟

أقول له لو أردت أن تعمّر وتمكث وتكون لك اليد الطولى فعليك بالآتي: أولا العدل والقسط، وعدم إزلال أي مواطن في أي مكان، وثانيًا القضاء على البيروقراطية والمحسوبية والروتين، ثالثًا استتباب الأمن ولو بنشر الجيش في ربوع مصر لفترة شهر، ورابعًا عدم إقصاء الإسلاميين غير المتورطين في أعمال القتل والإرهاب . كما أطالبه أيضًا بـ عزل الإخوان وإرجاع القنوات الفضائية الإسلامية لتعليم الناس الدين وتأديب المخالف .

المشير السيسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى