الشارع السياسى

الأقصر تتلألأ.. كيف تبرُز عاصمة الثقافة العربية بمهرجان التحطيب؟

بالعصا والجلباب الصعيدي

تقرير: حامد بدر

في شهر مارس من العام 2017، تم الاستقرار كل كون مدينة الأقصر “عاصمة للثقافة العربية، ضمن مشروع العواصم الثقافية العربية، الذي تُشرف عليه “المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” (ألكسو)؛ لتتسلم مدينة الشمس، الشعلة من نظيرتها التونسية مدينة صفاقس عاصمة الثقافة العربية للعام 2016.
واليوم تتلألأ مدينة الشمس أو المائة باب كما يسمونها، حيث سجلت ساحة أبو الحجاج في محافظة الأقصر إقبالًا كبيرًا من قبل جماهير المحافظة لمشاهدة فعاليات مهرجان التحطيب، الذي أقيم كجزء من فعاليات عاصمة الثقافة العربية. نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة المهرجان، وشارك فيه عدة فرق للفنون الشعبية من مناطق الصعيد.
بحضور شيوخ اللعبة والمزمار الصعيدي
تميزت الفعاليات بعروض تحطيب سامر بحضور شيوخ اللعبة بمصاحبة المزمار لفرقة النيل. قدمت فرقة قنا للفنون الشعبية عرضًا تابلوه بعنوان “الفرح القناوي”، فيما قدمت فرقة أسيوط فنون شعبية تابلوه “الحجالة، العصايا هاميس”. أتت بعدها فرقة المنيا للفنون الشعبية بمجموعة من العروض، منها “مولد سيدي الفولى”، وعرضت فرقة سوهاج للفنون الشعبية فقرتي “الربابة، التحطيب، الخلخال”، واختتمت بفقرة “السيرة الهلالية”.
انطلقت فعاليات المهرجان بحضور عدد من الشخصيات البارزة، بينهم نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ومحافظ الأقصر، ومستشار وزير الثقافة، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى جانب قيادات محلية وأساتذة جامعة الأقصر.
تفاخر مخرج المهرجان، أحمد الشافعي، بتنظيم دورة المهرجان لهذا العام، معربًا عن اعتزازه بتكريم اسم المخرج الراحل عبد الرحمن الشافعي، مؤسس المهرجان. أكد أيضًا على أهمية تدريب الفرق المشاركة واستفادتها من خبرات شيوخ اللعبة في المحافظة.
عرض فيلم تسجيلي
تضمنت الفعاليات عرض فيلم تسجيلي بعنوان “إحنا تاريخ”، يرصد تاريخ المهرجان خلال الأعوام السابقة وبدايات لعبة التحطيب. قدمت الفرق المشاركة عروضاً فنية متنوعة تعبر عن تراث لعبة التحطيب، وشهدت المشاركة والتفاعل الكبير من الحضور. يشار إلى أن المهرجان يشارك فيه 9 فرق فنية تابعة لهيئة قصور الثقافة، بالإضافة إلى فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي، وفرقة الأقصر للآلات الشعبية.
تجسد هذه الفعاليات التراث الشعبي بشكل يحمل روح الفن والموروث الثقافي، وقد أسهمت في إبراز تلاحم المجتمع وارتباطه بتاريخه وتراثه. كما تعكس المشاركة الكبيرة من قبل الجماهير الحضور القوي والاهتمام المتزايد بالفعاليات الثقافية والفنية، كما يأتي المهرجان تأكيدًا على أهمية المحافظة على التراث الثقافي وتعزيز التفاعل بين الأجيال، يظل مهرجان التحطيب نموذجًا يشجع على الابتكار والابتهاج بالتراث الفني والثقافي للصعيد المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى