مقالات واراء

إلا ما تقودنا المنصات الإلكترونية؟

رأس المال المعلوماتي

كتب : حامد بدر
في عصر تتباهى به المواقع والمنصات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت (www)، تتحول فيه المسيرة والمسارات من كون الإعلام إعلامً للناس وموجهًا ومؤديًا لدوره الثقافي والاتصالي داخل المجتمعات نحو اتجاه التريند وكسب المشاهدات والزيارات المليونية. فنجد استهلاكًا جديدًا للجماهير والربح القائم على فكرة أومصطلح علمي يُدعى (رأس المال المعلوماتي Information capital) والذي يعني كونه وسيلة لتقاسم السلطة ودعم الأفراد وتحسين عمليات العمل.
وبما أن المنصات والصفحات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي صارت قوة وصرنا نشهد بذلك، فما أصبحت تنتجه لنا هذه الصفحات من طفرة في التسويق والنشر وتبادل المعلومات لهو اللافت للنظر وبخاصة في أزمات كبرى وأحداث عالمية تعدوكونها عابرة، إلا انها تعبر ويتم تمريرها ونقف نحن بتفاعلاتنا النوعية ما بين الاستياء، والإعجاب، والانبهار، والتأييد، والرفض .. وغيرها موقف المتلقي، المُشار له بالمتفاعلين تارة والناشطين أخرى، حسب ما هو مكتوب في الأخبار والميديا. في حين تحولت هذه المنصات الإلكترونية إلى أداة قوية وذات تأثير بل وإمكانات تنبؤية لردور الأفعال؛ لتتحول إلى اداة رئيسة في أيدي المنظمات الدولية، قتعاظمت دورها لتنشر كمًّا ضخمًا من المحتويات الرقمية،تمكنت من خلاله أن تساير الازمة وتخفف من حدة التوتر وسلبية المشهد على المنحى العالمي.
فمنذ عام 2020 وقد لعبت هذه المنصات دورًا واسعًا وضخمًا استطاعت من خلاله أن تبرزمفهوم المجتمع الدولي لدى الجماهير بشكل أوسع،وبخاصة مع ظهور كوفيد – 19 أو فيروس كورونا، تلك السلسلة التي أفزعت العالم قُرابة العامين على التوالي، والتي من خلالها استطاعت منظمة الصحة العالمية أن تكسب مصداقية عالية عبر منصتها الرقمية في حساب تعداد مصابي الفيروس، في مقابل الكثير من الشائعات والتكهنات المرعبة والتي استند الكثير منها على مبدأ المؤامرة أو استغلال مادي قام على “من يركب التريند” باستغلال العواطف والدين التي جاءت على غرار “عقاب الله للبشر”.
لقد سيطرت هذه المنصات الإلكترونية الرقمية على الأزمة بحق، وتمكنت من تحويل أنظار الناس نحو المستقبل العالمي وأهمية الحفاظ على هذا الكوكب المُلقّب بالمعمورة، واستطاعت بأن تقود سفينة التحدى في اتجاه شاطئ النجاة.
حكاية بركان ميرابي Merapi
في عام 2010 واجه المجتمع الإندونيسي كارثة، فلقد وقعت عدة ثورات بركانية لجبل ميرابي في شهر أكتوبر – آنذاك – وصلت إلى المجتمعات السكنية، فرفعت السلطات درجة التأهب، علماً أن أسوأ كارثة حصلت نتيجة ثوران بركان جبل ميرابي كانت عام 1930 حيث توفي 1370 شخص جراء ذلك. بعدها استطاعت منظمة ” Jalin Merapi “التي تأسست عبر شبكة اإلنترنت كمنظمة مدنية افتراضية توظيف رأسمالها المعلوماتي؛ لتتمكن من تقديم الدعم إلى لمجتمع الإندونيسي لمواجهة كارثة ثوران هذا البركان.
كان هذا الدور الإنساني تجربة حيَّة في نجاح المجتمعات الإنسانية وقدرتها على إدارة الكوارث والخروج من الأزمة عبر آليات حققت أهداف بناء المعرفة لدى المواطن بالازمة وجذورها اوبعبارة أخرى التعرف على الحادث ليتحول من كونه عدو شرس إلى ضيف غير مرغوب به يمكن أن نودعه، ومن ثمَّ أتى هدف التوجيه بأهمالآليات التي يمكن تبنيها للتعامل مع الكارثة، وبعدهامرحلة للقوةالاولية وهي التحصين من أي آثار أوتوابع للانفجار، وبعدها التمكين للعودة إلى الحياة الطبيعية ووداع الضيف غير المرغوب به.
وغالبًا هذه هي الأهداف الأربعة التي ترتكز عليها أغلب المنصات حال الأزمات.
لكن المنصات الإلكترونية والرقمية صارت في حياتنا العلمية والتعليمية والاقتصادية، كما أنها لا تنفصل عن دورها الاجتماعي الافتراضي Social Media، والتي كثيرًا ما تكون محتوياتها محطًا لكثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة. فقد يتحكم في المعلومة هنا الاكثر تأثيرًا وربما الأكثر جماهيرية وشعبية لدى المستخدمين، كما أن حركة سير المعلومات ستعتمد على كثير من التمييز من جانب متلقي المعلومات، وذلك لكثرة ما يتم تداوله من شخص لآخر، ما يعني أن توجيه المعلومة سيكون عامل أكبر من امتلاكها.
هنا المنصات الإلكترونية تعمل معنا كمواطنين على هذا المنهج، وهكذا نجحت، لكن الدور الأسمى الذي تودُّ – حسب اعتقادي – أن تقودنا إليه هو تتمة التمكين بان ينجح المجتمع إنسانيًا في أن يفهم دروس ما بعد الأزمات وأن يتصرف بقراره الإنساني وبآلياته الطبيعية، فالرقمنة مهما بلغت لن تعدو كونها آليات تصمن سيرورة الوضع، وستظل كالفأس في يد الحطَّاب تقطع الضخم من الأشجار لكنها لن تبني هياكل بأكملها.
المنصات الإلكترونية دورها العظيم كوسيلة حال الظروف العادية أو الأزمات والأخطار بات راسخًا، لكن أرض الواقع سيحتاج للكثير من الإجراءات.
وللحديث بقية ،،؟ “1”: رأس المال المعلوماتي
كتب : حامد بدر
في عصر تتباهى به المواقع والمنصات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت (www)، تتحول فيه المسيرة والمسارات من كون الإعلام إعلامً للناس وموجهًا ومؤديًا لدوره الثقافي والاتصالي داخل المجتمعات نحو اتجاه التريند وكسب المشاهدات والزيارات المليونية. فنجد استهلاكًا جديدًا للجماهير والربح القائم على فكرة أومصطلح علمي يُدعى (رأس المال المعلوماتي Information capital) والذي يعني كونه وسيلة لتقاسم السلطة ودعم الأفراد وتحسين عمليات العمل.
وبما أن المنصات والصفحات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي صارت قوة وصرنا نشهد بذلك، فما أصبحت تنتجه لنا هذه الصفحات من طفرة في التسويق والنشر وتبادل المعلومات لهو اللافت للنظر وبخاصة في أزمات كبرى وأحداث عالمية تعدوكونها عابرة، إلا انها تعبر ويتم تمريرها ونقف نحن بتفاعلاتنا النوعية ما بين الاستياء، والإعجاب، والانبهار، والتأييد، والرفض .. وغيرها موقف المتلقي، المُشار له بالمتفاعلين تارة والناشطين أخرى، حسب ما هو مكتوب في الأخبار والميديا. في حين تحولت هذه المنصات الإلكترونية إلى أداة قوية وذات تأثير بل وإمكانات تنبؤية لردور الأفعال؛ لتتحول إلى اداة رئيسة في أيدي المنظمات الدولية، قتعاظمت دورها لتنشر كمًّا ضخمًا من المحتويات الرقمية،تمكنت من خلاله أن تساير الازمة وتخفف من حدة التوتر وسلبية المشهد على المنحى العالمي.
فمنذ عام 2020 وقد لعبت هذه المنصات دورًا واسعًا وضخمًا استطاعت من خلاله أن تبرزمفهوم المجتمع الدولي لدى الجماهير بشكل أوسع،وبخاصة مع ظهور كوفيد – 19 أو فيروس كورونا، تلك السلسلة التي أفزعت العالم قُرابة العامين على التوالي، والتي من خلالها استطاعت منظمة الصحة العالمية أن تكسب مصداقية عالية عبر منصتها الرقمية في حساب تعداد مصابي الفيروس، في مقابل الكثير من الشائعات والتكهنات المرعبة والتي استند الكثير منها على مبدأ المؤامرة أو استغلال مادي قام على “من يركب التريند” باستغلال العواطف والدين التي جاءت على غرار “عقاب الله للبشر”.
لقد سيطرت هذه المنصات الإلكترونية الرقمية على الأزمة بحق، وتمكنت من تحويل أنظار الناس نحو المستقبل العالمي وأهمية الحفاظ على هذا الكوكب المُلقّب بالمعمورة، واستطاعت بأن تقود سفينة التحدى في اتجاه شاطئ النجاة.
حكاية بركان ميرابي Merapi
في عام 2010 واجه المجتمع الإندونيسي كارثة، فلقد وقعت عدة ثورات بركانية لجبل ميرابي في شهر أكتوبر – آنذاك – وصلت إلى المجتمعات السكنية، فرفعت السلطات درجة التأهب، علماً أن أسوأ كارثة حصلت نتيجة ثوران بركان جبل ميرابي كانت عام 1930 حيث توفي 1370 شخص جراء ذلك. بعدها استطاعت منظمة ” Jalin Merapi “التي تأسست عبر شبكة اإلنترنت كمنظمة مدنية افتراضية توظيف رأسمالها المعلوماتي؛ لتتمكن من تقديم الدعم إلى لمجتمع الإندونيسي لمواجهة كارثة ثوران هذا البركان.
كان هذا الدور الإنساني تجربة حيَّة في نجاح المجتمعات الإنسانية وقدرتها على إدارة الكوارث والخروج من الأزمة عبر آليات حققت أهداف بناء المعرفة لدى المواطن بالازمة وجذورها اوبعبارة أخرى التعرف على الحادث ليتحول من كونه عدو شرس إلى ضيف غير مرغوب به يمكن أن نودعه، ومن ثمَّ أتى هدف التوجيه بأهمالآليات التي يمكن تبنيها للتعامل مع الكارثة، وبعدهامرحلة للقوةالاولية وهي التحصين من أي آثار أوتوابع للانفجار، وبعدها التمكين للعودة إلى الحياة الطبيعية ووداع الضيف غير المرغوب به.
وغالبًا هذه هي الأهداف الأربعة التي ترتكز عليها أغلب المنصات حال الأزمات.
لكن المنصات الإلكترونية والرقمية صارت في حياتنا العلمية والتعليمية والاقتصادية، كما أنها لا تنفصل عن دورها الاجتماعي الافتراضي Social Media، والتي كثيرًا ما تكون محتوياتها محطًا لكثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة. فقد يتحكم في المعلومة هنا الاكثر تأثيرًا وربما الأكثر جماهيرية وشعبية لدى المستخدمين، كما أن حركة سير المعلومات ستعتمد على كثير من التمييز من جانب متلقي المعلومات، وذلك لكثرة ما يتم تداوله من شخص لآخر، ما يعني أن توجيه المعلومة سيكون عامل أكبر من امتلاكها.
هنا المنصات الإلكترونية تعمل معنا كمواطنين على هذا المنهج، وهكذا نجحت، لكن الدور الأسمى الذي تودُّ – حسب اعتقادي – أن تقودنا إليه هو تتمة التمكين بان ينجح المجتمع إنسانيًا في أن يفهم دروس ما بعد الأزمات وأن يتصرف بقراره الإنساني وبآلياته الطبيعية، فالرقمنة مهما بلغت لن تعدو كونها آليات تصمن سيرورة الوضع، وستظل كالفأس في يد الحطَّاب تقطع الضخم من الأشجار لكنها لن تبني هياكل بأكملها.
المنصات الإلكترونية دورها العظيم كوسيلة حال الظروف العادية أو الأزمات والأخطار بات راسخًا، لكن أرض الواقع سيحتاج للكثير من الإجراءات.
وللحديث بقية ،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى