الشارع السياسى

أصحاب ولا بيزنس .. ولا أعزّ

 

كتب – حامد بدر

مُعظمنا كمصريين ربما لا زلنا نتذكر قصة الفيلم السنيمائي المصري “أصحاب ولا بيزنس” والذي كان من إنتاج شركة العدل جروب عام 2001، من بطولة نجوم الصف الأول “المطرب مصطفى قمر، والنجم هاني سلامة، والنجمة اللبنانية نور”، والذي تبدأ أحداثه دائرةً حول الصراع داخل الوسط الإعلامي، الذي مثَّلاه “كريم نور وطارق السيوفي، مذيعا برامج ترفيهية ذائعة الصيت بإحدى المحطات الفضائية، يتسابق النجمان للفوز بأحد الإعلانات التي من شأنها أن تدر مالًا وفيرًا لحد. تنتقل الاحداث إلى مرحلة “فلاش باك”، تستعرض ماضي من الكفاح بين الصديقين “عشرة العمر” – كما أبرزتها المشاهد، ووسط هذه الأحداث تندلع الانتفاضة الفلسطينية، ثم يذهب كريم دون رغبة منه للأراضي الفلسطينية، وهناك تتغير نظرته للأمور تمامًا؛ لتلعب سياسة المال لعبتها، ويخرج سلاح الاقتصاد والتمويل ليبدو على حقيقته، ويكشِّر عن أنيابه، لتتصارع الأحداث وينتصر الحب والمبدأ على قيمة المال، لتنتهي احداث الفيلم بأغنية الفنان مصطفى قمر التي تحمل تحمل كلمات من اسم الفيلم.
واليوم بعد عِقدين، وبعد تطور هائل لم نشاهده في صناعة السنيما والمحتويات الدرامية، يبدو منتجًا جديدًا للمنصات الإلكترنية المتخصصة ينافس صناعة الإنتاج، في عهد تسيطر عليه الوسوم والتريندات، لتخر نتفيلكس الأجننبية بالفيلم الذي يتشابه مقطعيه الأول والثاني بالفيلم سالف الذكر.. “أصحاب ولا أعز” عمل فيلمي من إنتاج عربي مشترك بين مصر ولبنان والإمارات، ويقوم ببطولته مجموعة من الفنانين على رأسهم الفنانة منى زكي، ويشاركها النجم السوري “إياد نصَّار”.
تدور أحداث العمل – المقتبس من الفيلم الإيطالي الشهير Perfect Strangers، السابق عرضه قبلست سنوات، والذي كانت هناك محاولات عديدة لتطوير نسخ منه آخرها النسخة الحالية – حول عن مجموعة من أصحاب يجتمعون على العشاء أثناء خسوف القمر ليلعبوا لعبة وهي وضع الموبايلات أمامهم، والكشف عن الرسائل والمكالمات التي تأتي لكل واحد منهم، ليكتشفوا المزيد الخفايا والأسرار عن حياتهم، والكثير من الفضائح التي ليس لها مجالا ولا هدفا مما نكتب.
دارت حالة من الجدل حول تصدر الفيلم نسب مشاهدة أعلى متفوقاً على الأعمال الأجنبية، التي دائمًا ما يتم تصنيفها الأعلى مشاهدة في مصر، وردود فعل تعوِّل على أن الفيلم لم يتم تصويره في مصر مطلقا، وأن اللكنة المُستخدمة فيه لبنانية، وأنه لا يأتي في إطار المجتمع المصري، وكأن هذا التعويل مجرَّد مخرج لعدم المساءلة أو توجيه همسات العتاب حتى إلى صُنَّاعه.
شتان بين العملين، شكلاً ومضمونًا وموضوعًا وإنتاجًا..
وبعيدًا عن الجدل السابق، ثمَّة فروقات زمنية وإنتاجية وفكرية، لا تحتاج إلى كثير من التلميحات أو التعليقات التي تعوِّل على الصياغة أو الإنتاج أو التقديم، فكل هذه المفردات يمكن أن يناقشها متخصصون، ولعلَّها تبدو أمام عقل المشاهد الذي صار أكثر وعيًا.
لكنَّ سؤالاً أهم هل لازلنا نبحث عن القيمة في إنتاج شيئ ما، أم أنّ ظروف السوق حتَّمت علينا أن نطوي الدروس والعبر في جُعبة “حُوَاة الإنتاج”؟
والسؤال الأهم هل لا زلنا “أصحاب ولا بيزنس ولا أعزّ” ؟ !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى