مقالات القراء

ايمان الدربي تكتب.والقاسية قلوبهم

    ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو اشد قسوة ” الآية 74 من سورة البقرة متماثلة بشكل كبير مع حالة العنف التي نراها حولنا وفي الحقيقة اتعجب ماذا أصابنا جميعا  ؟ ولماذا حلت الغلظة مكان الرقة في علاقاتنا وتعاملاتنا ؟
فهذه الأم التي وضعت السم لأولادها وزوجها  في العصير ووقفت تنتظر كل طفل وهو يموت أمام عينيها ولم يتحرك لها ساكن وحتي لم تحركها فرحة أبنائها بالعصير وأحتضانهم لها

هل هذه فعلا أم هؤلاء الأطفال وكيف قتلتهم في لحظة سيطر عليها الشيطان وأصبح قلبها كالحجر القاسي ولم تفكر الأ في عشيقها ولحظات المتعة فقط.
وهذه حادثة أخري لهذا الزوج الطبيب الذي أختلف مع زوجته فقتلها عدة طعنات نافذه وتركها مع أولادها وطفلتها الرضيعة وهرب  ! لماذا كل هذه القسوة ؟ ألم تكن طعنة واحدة كافية للقتل ؟ وهل توجد مشكلة في هذه الدنيا تستدعي القتل والموت والخراب ؟

أما هذه المرأة أخذت أبن جارتها لأختلافهما علي مبلغ مادي وقامت بذبحه ووضعت جثته خلف الثلاجة لرميه بعد ذلك في المجاري  ؟

ماذا حدث لنا من أين أتت كل هذه القسوة لقلوبنا أعتقد أنها أصبحت ظاهرة يجب أن يبحث عن أسبابها وعلينا أن نبدأ من البداية .. فكل مخالف للقواعد والقوانين والأصول هو يمارس القسوة والتمرد والعنف وفي طريقه للجريمة وكل من لايؤدي عمله كما يجب أصبح قلبه قاسيا وسيزداد قسوة وكل شخص يتعدي علي غيره من النساء هو قاسي القلب وسيزداد قسوة وكل من يمارس قهر وضغط علي غيره حتي ولو علي ذويه فهو قاسي القلب وسيزداد قسوة  .

وفي الحقيقة لا أعرف ماذا حدث للكثير من المصريين ؟ أين ذهب الرقي الذي كان يميز الكثير من عائلات الطبقة المتوسطة التي تضاءل وجودها الآن  ؟
وماذا حدث للريف لدينا وماكل هذه الحوادث ؟ ولماذا ازدادات التطلعات الغير مبررة والتي تؤدي للحقد والغل والغيرة ثم الجرائم بعد ذلك ؟

هل هذه القسوة لأن البعض يري أنه لاتوجد مساواة في الحقوق بين الأفراد كما يجب ؟ وأن هناك من يحصل علي ماهو ليس من حقه ؟  أم أن ذلك نتيجة لغياب العلاقات الطيبة بين الناس والود والرحمة ؟
أم السبب البعد عن العادات والتقاليد والقيم الدينية ؟ أعتقد أن علينا أن نقف جميعا وأن نتصدي لظاهرة العنف وقسوة القلب والجرائم البشعة ثم علينا تعليم بناتنا وأولادنا حديثي الزواج القيم والمباديء والأصول التي تقام عليها البيوت والتي كانت تعيش عليها الأجيال السابقة الذين ربوا أبنائهم بالود والحب والكلمة الطيبة وعلي الباحثين الأجتماعيين البحث في قساوة القلب والأهم أن ترحمنا الدراما من الأسفاف والعري والألفاظ البذيئة والقتل والخلافات وأخيرا علينا أن نرفع أيدينا لله طالبين منه ألا يجعلنا من القاسية قلوبهم حتي لا تصبح كالحجارة أو اشد قسوة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: