الشارع السياسى

ننشر نص كلمة وزير الاوقاف في احتفال المولد النبوي بحضور الرئيس السيسي ويؤكد علي سماحة الاسلام

تنزيل

كتب/عبدالرحمن الشاعر

هنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المصريين بمناسبة حفل المولد النبوي الشريف، الذي أقيم قبل قليل بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، موضحا أن الإسلام دين رحمة وتسامح، وحرم قتل الضعفاء والآمنين.

وأكد أن وزارة الأوقاف تبذل جهودا ضخمة من أجل تصحيح صورة الإسلام أمام شعوب العالم، خاصة في ظل حملة التشويه التي يتعرض لها ممن ينتسبون إليه.

وقال جمعة في كلمته “يطيب لي أن أهنئ حضراتكم جميعًا، والشعب المصري كله، والأمتين العربية والإسلامية، والمسلمين في جميع أنحاء العالم، بل والإنسانيةَ جمعاء بذكرى مولد الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)، بل بذكرى ميلاد الرسولين الأخوين محمد وعيسى عليهما السلام.

وأضاف مختار جمعة “بهذه المناسبة –أيضًا- نؤكد للعالم كله أن الإسلام دين رحمة وأمن وسلام يرسخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا، يحقن الدماء كل الدماء، ويحفظ الأموال كل الأموال، على أسس إنسانية خالصة دون تفرقة بين الناس على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، فكل الأنفس حرام، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة، وكل الأمانات مؤداةٌ لأهلها، وبلا أي استثناءات، وهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) عند هجرته إلى المدينة يترك على بن أبي طالب بمكة ليرد الأمانات إلى من آذوه وأخرجوه وجردوا كثيرًا من أصحابه من أموالهم وممتلكاتهم.

وتابع وزير الأوقاف “يومَ الطائف عندما سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وجاءه مَلْك الجبال يقول: “يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلك الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فإِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ” (وهما جبلان بمكة) فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “بَلْ أقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، إني لأَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يقول لا إله إلا الله “، ويوم أن دخل مكة فاتحًا منتصرًا قال لمن آذوه وأخرجوه وحاولوا قتله: ” يَا أَهْلً مَكَّةَ مَا تظنون أَنِّى فاعل بِكُمْ؟، قَالُوا: خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ “، “ولمّا قِيلَ: ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: “إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً “.

وأوضح الوزير في كلمته “فالإسلام دين رحمة وسلام للعالم كله، ولا يوجد في الإسلام قتل على المعتقد قط، فعندما رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) امرأة كافرة مقتولة في ساحة القتال، قال (صلى الله عليه وسلم): ” من قتلها ؟ مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ “، بما يؤكد أن القتل ليس مقابلا للكفر، إنما يكون القتال لدفع العدوان، فلا إكراه في الدين، ولا فظاظة في القول، يقول الحق سبحانه لنبينا: “وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ “، وعندما خاطب القرآن الكريم الكفار على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم) ولسان أصحابه قال: “وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “، ولم يقل: نحن على هدى وأنتم في ضلال مبين، بما يعرف لدى علماء البلاغة بأسلوب الإنصاف.

وأردف “لقد أمر الإسلام بالقول الحسن، فقال سبحانه: ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا “، للناس كل الناس، بل قولوا: التي هي أحسن، ” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ “، وافعلوا التي أحسن، “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”، هذا هو نبينا وهذه هي أخلاق من قال: “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

وأضاف “من منطلق حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ “، وقوله (صلى الله عليه وسلم): ” مَنْ أسدى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تستطيعوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تعلموا أن قَدْ كَافَأْتُمُوهُ”، يطيب لي أن أتقدم باسمي، وباسم جميع أئمة وقيادات الأوقاف بخالص الشكر والتقدير لكم لما وجهتم به من تحسين الأحوال المادية للأئمة حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، فتم الوفاء بما وجهتم».

وتابع «ها نحن بدورنا نعاهد الله (عز وجل) ونعاهد سيادتكم والأمة كلها أن نبذل أقصى ما في طاقتنا ووسعنا لخدمة ديننا ووطننا والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الإسلامي الوسطي السمح الذي يبرز الوجه الحضاري الحقيقي لديننا العظيم».

وأكمل «في سبيل ذلك سنكثف برامج التدريب ولا سيما في مجالات تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر القيم الأخلاقية الفاضلة، ودراسة اللغات المختلفة، والتمكن من وسائل التواصل الحديثة والعصرية، وتوسيع نطاق الترجمة والنشر، وقد قطعنا في سبيل ذلك خطوات نعمل على تنميتها، من أهمها تأهيل عدد كبير من الأئمة المتميزين للإيفاد للخارج، وأطلقنا عدة صفحات على مواقع التواصل بلغات مختلفة، بلغت سبع عشرة لغةً لمواجهة التطرف ونشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ونشرنا ترجمة معاني القرآن الكريم بخمس لغات هي: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والصينية، وهناك خمس ترجمات أخرى في إطار الإعداد النهائي للنشر، إضافة إلى ترجمة خطبة الجمعة الموحدة بأكثر من لغة، وسنفتتح خلال أسابيع بإذن الله تعالى أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين، وقد تلقينا طلبات عدد من الدول لتدريب أئمتها، سواء داخلَ مصر أم خارجَها».

وقال جمعة «نؤكد أن شغلنا الشاغل في المرحلة المقبلة هو تفنيد الأفكار الضالة، وتفكيك الفكر المتطرف، وبيانُ زيفه وزيغه، وضلاله وإضلاله، وفساده وإفساده من جهة، وبيان جوانب العظمة التشريعية والعلمية والفكرية والأخلاقية لديننا الإسلامي السمح من جهة أخرى؛ لنؤكد للعالم كله أن ديننا السمح يرسخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا، كما يرسخ أسس المواطنة الكاملة وعدم التمييز بين الناس في شئون حياتهم على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق».

واختتم جمعة كلمته قائلا “اسمحوا لي أن أقدم لكم واحدة من أهم موسوعات وإصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف وهي موسوعة الحضارة الإسلامية، وكل عام وسيادتكم بخير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: