بقلم رئيس التحرير

السادات: عنان لن يخوض سباق الانتخابات..و«صباحي» تحالف مع الإخوان

حاورة / ابراهيم البسيونى

s102010281496المساء نيوز تحاور الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، نجل شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، واستطلع آراءه فيما يجري على الساحة المصرية من أحداث، فتحدث في الكثير من القضايا الشائكة، وكشف أن الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق لن يترشح للرئاسة أمام المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، وقال إن لحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية، ولكنه لن يحصد الأصوات التي حصدها في الانتخابات السابقة.

لولا القوات المسلحة والشعب لتحوّلت مصر إلى

سوريا أو ليبيا

حملات دعم «السيسي» تعبّر عن حب الشعب

له..والمشير لم يطالب أحدًا بذلك

 

بداية كيف ترى المرحلة التي تمرّ بها البلاد؟

2نحن في مرحلة حاسمة من تاريخ البلاد، واستوعبنا الدرس بعد الارتباك الذي عشناه خلال 3 سنوات، ما حدث فيها جعلنا نتنبأ بقيمة الإنسان والعمل والمسؤولية، وبث في المصريين روحا جديدة، ونتوسّم، مع الاستمرار في خارطة الطريق وإتمامها بالانتخابات الرئاسية، أن نكون قطعنا شوطًا كبيرًا، يكون دافعًا أكبر للتمسك بالقيم السابقة، ويحقق وجودها على أرض الواقع.

يصف الكثيرون المشير السيسي بأنه مثل عبد الناصر ، ما حقيقة التشابه

بينهما؟

لا أعتقد أن المشير السيسي ينتمي إلى التيار الناصري، فهو يؤمن بالعدالة الاجتماعية، وقيمة الإنسان المصري، وقيم أخرى تتشابه مع ما نادى به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ما جعل الناس تربط بين الاثنين، نتيجة التشابه في الأهداف والقيم التي تجمعهما، و السيسي له شخصية مختلفة تمامًا، وأوجه الشبه من الصعب الحكم عليها مبكرًا، والاختبارات الحقيقية مقبلة، ولم نر إلا الجزء الذي اتخذ قرارًا وتحمل مسؤوليته.

وأنقذ الوطن من جماعة إرهابية، وروح البطل هي التي تجعلنا مجتمعين حوله، وليس الروح الناصرية ولا الساداتية، لأن بعض الناس يقولون إن للسيسي دهاء السادات، وهذا كلام مبكّر أن نصفه بهذه الأوصاف، أتمنّى أن يجمع الصفات الطيبة الموجودة في عبد الناصر، والسادات، وما أتوقعه أن السيسي سيكون شخصية مختلفة، وإن كانت تجمع بين صفات نحبها، نتمنّى مع الوقت أن يتأكد لنا هذا الكلام طالما يحقق مصالح هذا الوطن.

كيف ترى المنافسة بين صباحي والمشير السيسي لو ترشح الأخير

للرئاسة؟

images

علينا أن نقرّ مبدأ المنافسة، ومن يجد في نفسه الحسّ الوطني، ويستطيع تحمّل مسؤولية هذا الوطن، فإننا نقدر هذا الأمر ونثمّنه ونتمنّى أن نراه في الانتخابات الرئاسية، ولا أتصور أن هناك شعبية بالشكل الكبير الذي نتحدث عنه إلا لـ السيسي ، و صباحي مع تقديرنا لشخصه، فنحن نفهم جيدًا لماذا حصد هذه الأصوات في الانتخابات الرئاسية السابقة.

ومن الصعب أن يكون له نفس النصيب من الأصوات في انتخابات رئاسية أخرى، وكان له في وقت من الأوقات بشكل أو بآخر تحالف مع التيارات الدينية، سواء الإخوان أو غيرهم، والشعب المصري تبصّر وتنبّه ووعي الدرس، وستكون اختياراته مختلفة.

إذا أنت مع القائلين إن ما حدث مع صباحي في الانتخابات السابقة،

وحصوله على لقب الحصان الأسود، كان نكاية ورفضا للإخوان؟

لم يكن صباحي حصانا أسود ولا بنّيًا ولا أبيض، في سباق الانتخابات الرئاسية السابقة، الحصان الأسود كان الفريق أحمد شفيق، الذي دخل الإعادة مع الرئيس المعزول محمد مرسي.

والفترة السابقة كانت مرتبكة ومتخبطة، وحصد صباحي ما حصد نتيجة الارتباك في المشاعر، السنوات الثلاث السابقة، أظهرت لنا أشياء كثيرة، وعلمنا كيف استفادوا من أمور كانت غائبة عنا، وفي الانتخابات الرئاسية، أهلا وسهلا بكل إنسان مصري، ولكن أن يحصد ما حصد، فذلك أمر صعب، ولن يكون الأمر مثل المرة السابقة، لأن الحقائق واضحة للجميع.

الفريق سامي عنان له حملة تعمل في الشارع بالفعل، رغم عدم إعلانه

خوضه الانتخابات الرئاسية رسميًا، كيف ترى منافسة عنان لـ السيسي

بحكم أنهما من المؤسسة العسكرية؟

مع احترامنا الكامل للفريق سامي عنان، وهو أحد القادة الذين نجلّهم ونحترمهم، فهو لم يعد يحسب اليوم على المؤسسة العسكرية، لأنه أمضى وقتا طويلا بعيدا عنها، بالتالي، صحيح أن له خلفية عسكرية، وله تاريخ عسكري، ولكن لا علاقة بالمؤسسة العسكرية اليوم بالفريق سامي عنان.
مسألة ترشح عنان في ظل ترشح السيسي، نوع من عدم التوفيق والرؤية الواضحة، وعهدنا بالقادة المحترمين أنهم يقدرون بعضهم، تحمل عنان في فترة من الفترات المسؤولية، وقدرناها تماما، والمرحة الحالية هي مرحلة المشير السيسي، ويجب على الجميع أن يعي هذا الكلام، وعلى عنان أن يعيد تقدير الموقف، ومعلوماتي أنه لن يخوض السباق الرئاسي.

هل هي معلومة أم تنبؤ؟

هي معلومة وأؤكدها، أن الفريق سامي عنان لن يخوض الانتخابات الرئاسية، فهو رجل له تاريخ يحترمه، ويحترم القوات المسلحة.

يتردد أن دولا لا ترغب في المشير السيسي رئيسًا لمصر وتدعم مرشحين آخرين؟

أمر وارد لا يزعجنا، ولا نندهش له إطلاقا، لأننا نعرف ما تعرّضت له البلاد، والمؤامرة الكبيرة التي كانت تخطط لتقسيم هذا الوطن، والوضع السيء من حولنا، سواء في ليبيا أو السودان أو سوريا أو اليمن وتونس، ولولا القوات المسلحة، ولولا هذا الشعب، وليس من يدّعون الثورية، ويجتمع منهم كل خمسة أو ستة أشخاص، يطلقون على أنفسهم مسمّى، ويسعون لركوب الموجة، ما وصلنا لهذه المرحلة، ومن دشّن 25 يناير و30 يونيو كان الشعب المصري.

معارضون لخارطة الطريق، يصفون تقديم الانتخابات الرئاسية قبل

البرلمانية، بالتخبط؟

هي وجهات نظر، أختلف معها تمامًا، المرحلة الحالية تتطلب إصرارًا ومزيدًا من إصباغ الشرعية والاستقرار السياسي، وبالتالي كان لا بدَّ من تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، لأن الانتخابات الرئاسية تؤكد مكانة هذا الوطن وقيادته، والرئيس دائما بالنسبة لنا هو الحكم والقائد وصاحب الرؤية في توجيه دفة الوطن، وتعديل خارطة الطريق لا يؤدي لارتباك، والقوى الوطنية اجتمعت على هذا التعديل في تلك المرحلة الحساسة لصالح الوطن، التي تتطلب قائدًا قويًا يلتفّ شعبه حوله، لأننا في وضع مصيري وشائك، يتطلب الإنجاز والقوة والسرعة في القرار، وبالتالي رئيس منتخب يؤدي مثل هذا الدور بشكل قوي، ويلبّي طموحات الشعب المصري.

ما ملاحظاتكم على قانون الانتخابات الرئاسية؟

في نقاط عاجلة، تحدثنا عن موضوع الجنسية، وطالبنا بإضافة الأولاد لشرط عدم حمل جنسية أخرى، فلا يعقل أن يحمل أبناء رئيس مصر جنسية أجنبية، وعلى الفترة القانونية للطعن على نتيجة الانتخابات، ولدينا رأي أن فترة الطعن على النتيجة قصيرة وطالبنا بمدّها، خاصة وأن الدوائر الانتخابية تشمل الجمهورية بأكملها، كما قدّمنا ملاحظات بخصوص وجود نظام إليكتروني محكم، حتى لا يحدث طعن على الانتخابات، وذلك عبر مذكرة قدمناها إلى الرئاسة.

كيف ترى انتشار حملات مطالبة المشير السيسي بالترشح؟

انتشار حملات دعم السيسي تعبير عن الحب، لا يستطيع إنسان أن يحجّمه، من قبل 30 يونيو، ظهرت لنا ملامح القائد والبطل فيمن تحمّل المسؤولية، وقدّم حياته فداء لهذا الوطن، وكان من الممكن أن يتعرّض لأمور نعلمها جيدا، لو لم يكن ما فعله هو إرادة الشعب والهدف الذي يتمناه من ثورة 30 يونيو، الشعب نزل والتف حول هذا القائد، وأتصور أن هذه الحملات نوع من أنواع الحب، ولسنا في حاجة إليه، لأن هذا القائد تلاقى مع إرادة الشعب، الذي نزل بأعداد لا يستطيع أحد أن يزايد عليها أو يقول إنه السبب في نجاحه، ولكن هو نوع من الحب يعبّر عنه الناس، وهو أمر مرحّب به، ومظاهر الانتخابات لقاءات ودعوات وتأييد، ولكن، هل المشير السيسي، يطالب الناس بفعل هذه الحملات؟ بالطبع لا، ولكن هو حب ربّاني، وإحساس من كل مصري يريد أن يفعل شيئا، ليؤكد أنه الأفضل، كما أن آخرين سيفعلون أمور مماثلة مع صباحي أو مرشحا آخر يخوض الانتخابات الرئاسية، وهي أمور طبيعية.

وجدنا تيارات إسلامية من جهاديين سابقين، وأعضاء سابقين بالجماعة

الإسلامية، وآخرين من منشقي جماعة الإخوان، يدشّنون حملات

ومؤتمرات لمطالبة السيسي بالترشح، أشهرها الجبهة الوسطية

والتحالف الإسلامي والجبهة الإسلامية، ما رأيك في هذا؟

أراها أنه حق يُراد به باطل، من الممكن أن يكونوا سائرين في نفس الركاب، ولكن من الناحية العملية، فإنهم يتعاملون بشكل مختلف ويدعون لأمور مختلفة، العنف ما زال موجودًا وكذلك الإرهاب، محاولة التواجد في الموجة، ظنا منهم أنهم يُبعدون الشبهات ويدرؤون عنهم قبضة الأمن، في حالة الخطأ من جانبهم هي موجة، يشترك فيها البعض عن قناعة، وهناك من يركبها أملا في تمنع عنه ضررا نتيجة ما يسببه من مشاكل لهذا الوطن، وهو أمر مشكوك فيه نسبيا.

لو حاولنا على مدى 80 عامًا، أن نظهر فكر جماعة الإخوان والتيار الديني، وطمعهم ونهمهم لهذه الدولة ما استطعنا أن نفعل مثلما ظهر في السنة التي تولّوا فيها المسؤولية، لو جمعنا الكثير من الإمكانيات، ما استطعنا الوصول للنتيجة التي تسبب فيها العام الذي تولوا فيه أمر البلاد.

يردّد البعض أن البلاد في حاجة لرئيس عسكري، كيف ترى هذه المقولة؟

المرحلة التي نحن بها، تحتاج قرارات صائبة وحازمة، خاصة في ظل احتياج الشعب لتوفير أساسيات مثل الطعام والشراب والحياة الكريمة، خاصة وأننا في فقر مدقع، ومن ينادي بالديمقراطية في ظل هذه الظروف، كيف تحقق الديمقراطية، في ظل فقر مدقع، ونحن في وضع صعب، ومؤامرات داخلية وخارجية؟ ونحن حاليا في حاجة إلى الكثير من الانضباط والحس الوطني وتحمل المسؤولية والشرف العسكري، ما يجعلنا مطمئنين إلى من يدير دفة الوطن، ولكن بعد عشرة أعوام أو عشرين، بعد ترسخ الديمقراطية ووجود أحزاب قوية وحراك حقيقي في الشارع، وتحقق للعدالة الاجتماعية، ستكون الأمور أكثر استقرارًا.

لماذا لم يقدّم حزب السادات مرشّحًا للرئاسة؟

المرحلة الحالية تتطلب الالتفاف حول بطل، والبطل والقائد في هذه المرحلة هو المشير السيسي، وأنا من أول من قال إن المشير السيسي سيترشح للرئاسة، وهو أمر صادر من قناعة ورؤية وفهم للأحداث السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: