تحقيقات صحفيه

لغز تصويت المصريين بالخارج.. طالبوا بحقهم ثم قاطعوا الانتخابات

كتب / ابراهيم البسيونى

تصويت-المصريين-بالخارج-300x168

المصريون بالخارج: “الروتين” يضيع حقنا في الانتخاب.. وخبراء يتهمونهم بتجاهل السياسة في مصر

قبل أيام على فتح باب التصويت على التعديلات الدستورية ، يظل تصويت المصريين بالخارج لغزا محيرا ، فبعدما طالبوا لعدة سنوات بالحصول على حق الانتخاب ، أثبتت الاستحقاقات الانتخابية خلال العامين الماضيين قلة عدد من أبدوا رغبتهم في التصويت.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات المكلفة بالاشراف على الاستفتاء على الدستور قد أغلقت باب التسجيل بالكشوف الانتخابية للمصريين في الخارج قبل أيام ، ووصل عدد الراغبين في الإدالاء بأصواتهم 681 ألف و695 مواطن يقيمون في 161 دولة ، بينما يبلغ عدد المصريين بالخارج طبقا لتقديـرات وزارة الخارجية 8 مليون مصـرى .

الدكتور محمد الجمل المنسق العام للمصريين بالخارج

الدكتور محمد الجمل المنسق العام للمصريين بالخارج

وقال الدكتور محمد الجمل المنسق العام للمصريين بالخارج أنه يجب تسهيل إجراءات التسجيل بكشوف الناخبين للمصريين المقيمين بالخارج مؤكدا أن الطريقة الحالية للتسجيل تحتم ذهاب الشخص للسفارة أو القنصلية بينما يسكن أغلب المواطنين المصريين في مناطق بعيدة عن السفارة او القنصلية بالبلد الذي يعيشون فيه ، مضيفا أن مسالة التسجيل في كشوف الانتخابات مازالت غير واضحة لأكثر المصريين وخاصة أن الاعلام لم يركز عليها التركيز المناسب ، كما لم يتم الاعلان عن الموعد النهائي للتسجيل بطريقة جدية سواء من خلال الاعلام او من خلال السفارات والقنصليات المصرية بالخارج .

وقال الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوربا أن عدم مشاركة المصريين في الخارج في الحياة السياسية كانت بسبب شعورهم بالتهميش بالإضافة لعدم امتلاكهم بطاقات رقمية تمكنهم من التسجيل في الكشوف الانتخابية ، مضيفا أن المصريين بالخارج عانوا كثيرا حتى حصلوا على حقهم في الانتخاب وفقا لحكم قضائي – وكان عبد الصمد أحد رافعي الدعوى القضائية- مشيرا إلى أن الاتحاد يقوم بحملات توعية للحث على المشاركة في الاستفتاء وشرح الدستور الجديد ، والذي وصفه بالمكسب الكبير للمصريين بالخارج وأنه ساوى بين جميع المصريين.

الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوربا

الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوربا

وأضاف عبد الصمد – الذي شغل مقعدا احتياطيا في لجنة الخمسين – أن هناك أربعة مواد أعطت للمصريين بالخارج حقوقهم المسلوبة مثل التمثيل في مجلس النواب وشغل منصب وزير والزام الدولة المصرية برعايتهم ، وهي المواد 88 و102 و164 و244 بالدستور الجديد ، مشيرا إلى أن المصريين بالخارج بعد تلك التعديلات سيزول عنهم الشعور بالتهميش ويشاركون بفاعلية في الحياة السياسية.

وأكد عبد الصمد أن اتحاد المصريين باوربا يعمل على التنسيق مع وزارة الداخلية من أجل استخراج بطاقات رقمية للمصريين بالخارج بدءا من العام المقبل .

وناشد رئيس اتحاد المصريين في اوربا جميع المصريين على التصويت بـ”نعم” للدستور لاستكمال خارطة الطريق والوصول للاستقرار المنشود خاصة أن الدستور الجديد به مواد تعطي لكل المواطنين حقوقهم وتساوي بين الجميع.

الدكتور محمود عمارة رئيس الاتحاد العام للمصريين فى الخارج

الدكتور محمود عمارة رئيس الاتحاد العام للمصريين فى الخارج

وأكد الدكتور محمود عمارة رئيس الاتحاد العام للمصريين فى الخارج بالانابة أن قلة اعداد المسجلين في الكشوف الانتخابية من المصريين بالخارج شئ متوقع في ظل ما سماه بـ”تخلف النظام” الحالي للتصويت والذي يضطر المواطنين المصريين بالخارج الى قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مقر السفارة أو القنصلية في البلد التي يعيشون بها ، وهو ما يتعذر على العديد منهم بسبب ظروف عملهم.

وطالب عمارة بالاكتفاء بجواز السفر كوثيقة لاثبات الشخصية والتصويت دون تسجيل بالكشوف ، واعتماد نظام للتصويت الإليكتروني يسهل الأمر على كل أطراف العملية الانتخابية مؤكدا أن مصر بها عقول مفكرة كثيرة تستطيع صنع أنظمة انتخابية اليكترونية لا يمكن تزويرها ، مطالبا الدولة بالاستفادة بتجارب دول أخرى عديدة اعتمدت هذا النظام.

وتابع عمارة أن الروتين الحكومي يقضي على حق المصريين بالخارج في ممارسة حقوقهم السياسية الذي اكتسبوه بعد سنوات من العناء ووفقا لحكم قضائي وأن وضع العراقيل أمام المصريين بالخارج يصب في مصلحة جماعة الإخوان المسلمين لأن المنتمين لها بالخارج – وخاصة في الخليج – يسجلون في الكشوف الانتخابية ويؤثرون في النتيجة باعتبارهم الفصيل الأكثر تنظيما وتمويلا بينما أغلب المعارضون لهم من المستقلين الذين قد لا يتحملون مشقة السفر لتسجيل اسمهم بالسفارة ، مضيفا أن حل تلك المشكلة يحتاج لوجود إرادة لدى الدولة لأن الحلول موجودة ولكن لا أحد يلتفت لها.

وحصل المصريون بالخارج على حق التصويت في 19 نوفمبر 2011 بموجب مرسوم بقانون رقم 130 لسنة 2011 من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، بعد سنوات من المطالبة بهذا الحق ودعاوى قضائية كثيرة أقيمت ضد الدولة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لإلزام الدولة بتوفير لجان انتخابية للمصريين في الدول التي يقيمون بها .

الدكتور جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية

الدكتور جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية

وفي المقابل ، رأى الدكتور جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن ذريعة مشقة التسجيل في كشوف الناخبين للمصريين بالخارج ليست كافية لعدم مشاركتهم في الحياة السياسية ، مؤكدا أن التجربة أثبتت أن المصريين بالخارج غير مهتمين بالتغيرات السياسية في بلدهم لأنهم لا يعيشون بها ولا بدفعون فيها الضرائب وبالتالي غير مهتمين بتحديد مستقبلها ، وطالب عبد الجواد باعادة النظر في مسألة تصويت المصريين بالخارج لأن الناخب لابد أن يكون متحملا المسئولية عن الدولة التي يصوت على مستقبلها .

كما أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية على أن ممارسات التزوير في عهد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك سابقا أفقدت المصريين بالخارج الثقة في العملية الإنتخابية برمتها ، كما أنه لا يمكن إغفال دور طول فترة غياب الكثير منهم وهجرة بعضهم نهائيا في الدول المختلفة وهو ما يجعل العملية السياسية في مصر لا تعنيهم من الأساس ، مشيرا إلى أن من كان يطالب بحق التصويت للمصريين بالخارج هم فئة قليلة منهم من النشطاء والمهتمين بالشأن السياسي ، إلا أنه أشار  إلى تحسن طفيف في معدلات مشاركتهم بالاستحقاقات الانتخابية مقارنة بالعامين الماضيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: