الشارع السياسى

اندونيسيا تمنح الدكتوراة للشيخ احمد الطيب تقديرا لجهودة الدينية وننشر نص كلمتة

2201624105352632IMG-20160224-WA0024

كتب/عبدالرحمن الشاعر

بعد منحه الدكتوراه الفخرية بإندونيسيا، تقديراً لجهوده الدينية، ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كلمة بتلك المناسبة.. وهذا نصها:

فإنَّه ليُسْعِدَنى حقًا ويُشرِّفنى أن ألتقى بكم أيها السادة العلماء والشباب الباحثون وطلاب العلم، فى رحاب «جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية»، وأن أشم عطر البحث العلمى فى أجوائكم، وأرى الشوق إلى المعرفة فى عيونكم، حتى إنى لأغبطكم -عَلِم الله-لما أنتم فيه، وقد أثرتم حنينى إلى أيام التبتل فى محراب العلم، والتنقل فى أروقة الجامعة، والتمتع بتذوق نص تراثي، أو باكتشاف فكرةٍ جديدة، أو بتوجيه باحثٍ شابٍّ إلى أقرَبِ الطرق إلى بغيته المنشودة.

يعرف شعورى هذا جيدا، مَن اتخذ -عن قصد واختيار-التعليم مهنةً ورسالةَ حياةٍ، وهى رسالة الأنبياء من قبل، ويكفى المعلم شرفًا قوله ?: «إنما بعثت مُعلِّمًا»، كما يُقدِّر هذا الشعور مَن ذاق حلاوة اكتشاف الحقيقة بعدَ عَناءِ البحث وطول التأمل وصدق الطلب؛ وقد كان حجة الإسلام الإمام الغزالى -رحمه الله-كثيرًا ما يُردِّد: «سُئِلَ حكيم: ما السعادة؟ فقال: هى فى حجة تتبختر اتضاحًا، وشبهة تتضاءل افتضاحا».

وعندما كانت أمَّتنا -أيها السادة! – تمارس الفروسية، ويثب شبيبتها على الخيل وثبًا لم يكن فى شعورها وذوقها العام ما ينافس مُتعة الفروسية بحركاتها البارعة الرائعة، إلا الجلوس الهادئ إلى صفحات كتابٍ، وكثيرًا ما ردَّد أبو الطيب المتنبى -رحمه الله-:

أعزُّ مكانٍ فى الدُّنا سرجُ سابحٍ *** وخيرُ جليسٍ فى الزمانِ كتابُ

إن المعرفة هى أعز ما يطلب، وهى أول واجب على العقلاء، وهى تراث الأنبياء: ((إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ))؛ وهى مفتاح باب الجنة: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ))؛ وهى عِصمة الأمة من الضلال والتيه: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ العِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ العُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ، يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ»؛ رواه البخاري.

فهنيئا لكم تلك الحياة الممتعة، وهنيئا لمن رفعه الله فرعَى حقَّ ذلك التكريم ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? [المجادلة: 11].

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: