بقلم رئيس التحرير

وتستمرالحياه دون يأس

الوريث
تاليف – عبد العاطى محمد
انت عيني  وقلبى وبعدك عنى يقتلُني يهزمُني يمُرضني اين انت حبيبى ادنوا منى يطل عمرى ويقوى نظرى ايامى كلها عذاب واليك انا مشتاق فهل تعود img_1900
جلس الحاج حمدان ابن محافظة سوهاج بالصعيد امام منزلة الذى اقامة داخل مساحة فدان زرعة بالموالح والدموع تفيض من عيناه يتذكر سنوات عمرة الجميلة والتى بدأت مع مولده وحيداً لابوين كان كل شى فى حياتهما يخافا عليه ولا يغمضن لهما جفن الا بعودته وقبل وفاتهما زوجاه من ابنه عمه صفاء التى احبها بجنون وكانت مثل والديه تحنو عليه وتبكى لبكائه وتفرح لفرحة وعاشت معه اجمل سنوات عمرها التى قضتها معه قبل ان تلقى ربها تاركه لها محمد الابن الوحيد لهما وعمره 10 سنوات
رفض حمدان الزواج من غير زوجتة التى ماتت فى زهرة شبابها بناءاً على رغبه اسرة زوجتة لرعاية ابنه الا انه كان له اماً واب وصديقاً حتى كبر وحصل على الثانوية العامة بمجموع كبير والتحق بكلية الطب ثم واصل تفوقة وعين معيداًبها ثم سافر للخارج للحصول على الدكتوراه من امريكا رغم موافقة والده على مضض لاسعاده وكل يوم يمر عليه كان يبكى لفراقة مر عام ومحمد كان دائم الاتصال على والده والذى كان فى اشتياق لعودته لاخذه فى احضانه خاصة بعد ان تملكه المرض
بكى الحاج حمدان عندما طلب ابنه محمد تحقيق رغبته فى الزواج من خالته التى توفى زوجها لتكون ونيسه له فى وحدته وقال له اسكت امك الغالية هتفضل غالية واستحالة اتجوز عليها حتى انفاسى الاخيرة هيه فى انتظارى عمرها ما غابت عنى لحظة وحدة هيه عايشه معاى بروحها وطلب منه الا يفتح معه هذا الموضوع مرة اخرى
انتظر الحاج حمدان عودة ابنه بعد انتهاء بعثته ليعيش معه و ذاد المه عندما ابلغه انه سيعيش فى امريكا مع زوجته الاجنبيه وان مستقبله هناك وتوسل اليه ان يعود لانه نور عيناه وان المرض ذاد عليه ويريد رؤيته فوعدهُ بزيارته قريباًومعه زوجته ومر عام والحاج حمدان فى انتظار قدوم ابنه لكن دون جدوى حتى ابلغه بأن زوجته انجبت طفلاً وسماه حمدان على اسمه عندها فرح الاب وانه فى قلب وعقل ابنه وكرر له رغبته فى العودة لرؤيته وجدد الابن وعدة بالعودة قريبا ومرت سنه وبعدها سنين وانتظر الحاج حمدان رؤية ابنه الوريث له بعد مماته واعتقد ان رؤيته ابنه حلم لن يتحقق
بكى الحاج حمدان لابنه خلال اتصاله تليفونياً متوسلاً ان يحضر لرؤيته للمرة الاخيرة لكنه قال له اصبر يا حج فرد عليه اصبر بعد السنيين كلها لحد امته يا ابنى الله يسامحك
انشغل د محمد فى عمله بالخارج ونسى والده حتى انه كان يتصل عليه مره كل شهر وشهرين .. الحاج حمدان طلب من عمدة القرية الحضور اليه لمرضة وبمجيئة تبرع بنصف املاكة للانفاق على الايتام والغلابة من ابناء القرية وبناء مسجد ومدرسة ومستوصف لعلاج غير القادرين
اقعد المرض الحاج حمدان وكان الطبيب دائم التردد عليه بصفة مستمرة وضعف بصرة واستخدم عكازاًفى الخروج للجلوس امام منزله وكان معظم اكلة عيش وجبنه فلاحى وكان يخدمه حسين الذى يعمل فى ارضة الزراعية ولاخلاصة له كتب له خمسة قراريط من ارضة واثناء قراءة الحاج حمدان فى المصحف الشريف على المصطبة امام منزلة جاء اليه عمدة القرية وجلس معه وبعدها بربع ساعة اقترب منه وقبل راسه وقال له سامحنى يا اخويا انا اسف بجد بس لازم تعرف فرد عليه فيه ايه يا عمده فابلغه ان ابنه اكتشف خيانه زوجته له فقتلها وابنه الصغير وانه فى السجن عندها فقد الحاج حمدان بصرة وقال للعمدة هو الليل جه بسرعة كدة يا عمدة فرد عليه العصر لسه مش ادن يا حج ليعرف بعدها ان العمى اصابه وبكى عمدة القرية وقام بادخال الحاج حمدان الى سريرة بحجرة نومة واتصل على زوجتة وابنتة وطالبها بالحضور وظل بمنزل الحاج حمدان يأكل ويشرب معه وتخدمه زوجته حتى استرد الحاج حمدان عافيته وكان يردد خلفه ايات الذكر الحكيم ويكلف الحاج حمدان احد المحامين بالسفر للخارج للدفاع عن ابنه وينجح فى الحصول على حكم بالحبس عامين وبمرورهما يعود الى مصر ويتوجه الى منزل والده وما ان سمع صوته بكى من الفرحه ويسترد بصره ويتم توزيع الشربات على ابناء القرية ويطلب من ابيه مسامحته ويقررالبقاء معه بالمنزل الريفى ليكون بجوارة ويتزوج من ابنه العمدة التى خدمت والده خلال مرضة وينجب منها توأم ولد سماه على اسم والده وبنت سماها على اسم والدته وتستمر الحياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: