الشارع السياسى

الرئيس السيسي يلقي كلمة في افتتاح الدورة الاولى للجنة المشتركة بين مصر والسودان

img_%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a6%d9%a1%d9%a0%d9%a2%d9%a7%d9%a6_%d9%a1%d9%a1%d9%a2%d9%a6%d9%a3%d9%a9

كتبت/هند عبدالحميد

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة بذل كل الجهد من أجل إزالة جميع العوائق والصعوبات التى تحول دون الانسياب الكامل لحركة السلع بين مصر والسودان، فى إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وكذا السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا.

وقال الرئيس، خلال افتتاح الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسى، “نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ “قسطل أشكيت” فى أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبى لمنفذ “أرجين” الحدودى بين البلدين، وسنواصل جهودنا نحن أبناء شعبى وادى النيل لدعم هذا البناء المتين من الأخوة والمصالح المشتركة الراسخة عبر التاريخ، وللتغلب على أية عقبات قد تظهر خلال الطريق”.

وفيما يلى نص كلمة الرئيس خلال افتتاح الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسى:

فخامة الرئيس والأخ العزيز عمر حسن البشير

رئيس جمهورية السودان الشقيق

السادة الوزراء

السيدات والسادة الحضور

اسمحوا لى أولاً أن أرحب بكم أخى الرئيس البشير والوفد السودانى المرافق فى بلدكــم مصــر… ولا أقول “بلدكم الثانى” وإنما أقول “بلدكــم” مصـــر، تمامـاً كما يستقر فى وجدان كل مصرى وكل سودانى، وبما يؤكد العلاقة الخاصة التى طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من تاريخ مشترك، وامتداد بشرى متصـل عبر الحدود، على نحو يجعل من الشعبين المصرى والسودانى أشبه بشعب واحد فى بلدين يشكلان موطنٍاً مشتركاً لهما.

أخى الرئيس البشير

السادة الحضور

تمر العلاقات بين مصر والسودان بلحظة هامة فى تاريخها، إذ ندرك جميعًا نحن أبناء وادى النيل أنه يتعين علينا البناء على هذا الترابط الاجتماعى والثقافى الفريد بين الشعبين، والذى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ، نحو آفاق مستقبلية أرحب، وذلك من خلال تكثيف التعاون المشترك فى شتى المجالات، بما يسهم فى تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء الذى نتطلع جميعًا إليه.

من هنا، جاء الحرص الذى أبديناه سويًا، أخى الرئيس، على رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسى، تعبيرًا عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ، وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، والتى نوليها من جانبنا اهتمامًا خاصًا، ونحرص على متابعتها بشكل مكثف.

السيدات والسادة

إننا نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ “قسطل أشكيت” فى أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبى لمنفذ “أرجين” الحدودى بين البلدين، وسنواصل جهودنا نحن أبناء شعبى وادى النيل لدعم هذا البناء المتين من الأخوة والمصالح المشتركة الراسخة عبر التاريخ، وللتغلب على أية عقبات قد تظهر خلال الطريق.

وأود أن أؤكد فى هذا السياق على الأهمية الخاصة لبذل كل الجهد من أجل تذليل جميع العوائق والصعوبات التى تحول دون الانسياب الكامل لحركة السلع بين البلدين والتحرير الكامل للتجارة بينهما فى إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذا فى إطار السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، وهو الأمر الذى يتعين أن يكون على قائمة أولوياتنا فى إطار مسعانا لتحقيق المصالح المشتركة والعمل سويًا لتحقيق تطلعاتنا التنموية، وكذا فى إطار أهمية تفعيل وإنجاح التكتلات الإقليمية التى ننتمى إليها.

أخى الرئيس

الحضور الكريم

إن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها، والواقع أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق والمخلص بين مختلف مؤسساتنا من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب فى المنطقة، سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة بالفكر وبتعزيز التنمية، كما سيكون من الهام أيضًا استمرار التعاون والتنسيق بيننا من أجل دعم جهود السلام ومساعى التسوية الشاملة للنزاعات فى منطقتنا العربية والأفريقية، بما يسهم فى إرساء الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى.

أخى الرئيس

أود أن أؤكد لكم مساندة مصر لكل الجهود التى تبذلونها لإرساء الاستقرار والسلام فى أرجاء بلدكم الحبيب، وقد تابعت بتقدير تحركاتكم وإنجازاتكم اتصالاً بذلك، لاسيما فيما يخص مبادرتكم لعقد حوار وطنى، وكذا مبادرتكم بتوقيع اتفاق خارطة الطريق مؤخرًا، وأثق فى أن حكمتكم سيكون من شأنها أن تعيد الأوضاع فى دارفور وفى النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى سيرتها الأولى، بما يحقق لأهلنا هناك ما يصبون إليه من أمن وأمان ورخاء. وأنتهز هذه الفرصة لأدعو كافة القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم، كما أؤكد لكم أن مصر لن تألو جهداً من أجل دعم سيادة السودان وضمان وحدته وسلامة أراضيه، ودرء أى محاولات للتدخل فى شؤونه الداخلية، وكذا دفع جهود تحقيق التنمية والازدهار والسلام فى كافة ربوع السودان.

أخى الرئيس

السيدات والسادة الحضور

أخيرًا، أود أن أؤكد أن إرادة شعبى وادى النيل، وكذلك صدق النوايا والعمل بإخلاص، هى الركائز الضرورية لتحقيق ما نصبو إليه جميعًا من تقدم وازدهار فى علاقات البلدين.

وتعبيراً عن ذلك، ولدفع علاقاتنا إلى آفاق أرحب، فإننى أدعوكم أخى الرئيس عمر البشير إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين بلدينا لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم فى شتى مجالات العلاقات الثنائية، وبما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين.

سيدى الرئيس

أنتهز هذه المناسبة لأجدد الترحيب بكم والوفد السودانى المرافق لكم فى القاهرة وأقول لكم أهلاً بكم فى بلدكم مصر.

شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: