الشارع السياسى

وائل مقلد يكتب : تحديات مجتمعية مثلث الهدم أصبح شبه منحرف

وائل مقلد


يعرف المهتمين بالشأن العام والعاملين فى مجال التنمية ما يسمى بمثلث الهدم وهو الفقر والجهل والمرض ومن الواجب أن تسعى الحكومات بالعمل على الحد من الفقر والجهل والمرض والارتقاء بالإنسان بأن تلبي له الاحتياجات الأساسية من خلال توفير عمل مناسب ودخل يضمن له حياة كريمة من مأكل و ملبس و تعليم و عمل وسكن والخدمات الصحية وغير ذلك من الحقوق التى نصت عليها الدساتير كالحق فى الحرية والتعبير والتنقل والاعتقاد وغيرها .
تعمل مؤسسات المجتمع المدني إلى جانب الحكومات للحد من الفقر والجهل والمرض وان كنا نطمع بالقضاء على الفقر والجهل إلا أن المرض نسعى للحد منه فالقضاء عليه أمر صعب .
ولكن فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها المجتمعات وتطور الحياة لم يعد مثلث الهدم فقط هو ما يجب مواجهته بل زاد ضلع أخر وانحرف الشكل لم يتساوى الطول ولا العرض فأصبح الشبة منحرف وهذا الضلع الجديد ليس اسم محدد فأحيانا يكون الظلم واحيانا يكون الحقد واحيانا يكون الفساد واحيانا يكون عدم الضمير و ….
ويبقى الجهد البشرى وسط الأزمات والمشكلات المجتمعية فضيلة ورسالة يمنحها الله لعبادة الذين حملهم بالأمانة فنجد بين كل هذه الإحباطات الراضون بقضاء الله الذين يحمدونه فى السراء والضراء ويسعون فى الأرض بحثا عن الرزق الحلال ولا يدخرون جهدا فى عملهم ليبارك الله لهم فيما يرزقهم و منهم من يقدم يد العون لغيره فوسط هذا الكم الهائل من البطالة نجد شباب يبادرون بالتبرع بالدماء لوجه الله وآخرون يتبرعوا ولو بالقليل للأيتام والفقراء والمرضى ويدعمون المستشفيات ودور المسنين ونجد مبادرات كثيرة للتنمية وأعمال الخير وسط الأزمات والظروف الصعبة ودور الدولة و مؤسسات المجتمع المدني والإعلام دعمهم وتشجيعهم لتنتشر عدوى الإيجابية والفضيلة والخير لنقضى على هذا الشبه منحرف الذى انحرف ساعيا لهدم الأخلاق والقيم
لم يكتفى بالفقر الذى يعانى منه الناس ولا المرض الذى أذل رقابهم ولا الجهل الذى أوقع بهم فى غيابات بئر سحيق .
ويبقى الخير مابقيت الإنسانية وستمر الأزمات مادامت هناك قلوب محبة للخير وألسنه تسبح بحد الله شاكره لأنعمه تمد يدها لفعل الخير ولا تخطوا أقدامهم الا فى طريق الحق
مخلصون متوكلون عليه سبحانه انتزعت من افئدتهم الأطماع والأحقاد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: