مقالات القراءمقالات واراء

قادة لن ينساهم التاريخ بقلم///أشرف الشرقاوي

بقلم أشرف الشرقاوي

قادة لن ينساهم التاريخ
جاء الي خاطري حرب اكتوبر العظيم وما عاناة الشعب منذ ايام نكسه 67 الي 73 يوم العبور العظيم وامتد شريط الذكريات الي الرئيس جمال عبد الناصر وشجاعته وعنتريته والراحل الشهيد بطل الحرب والسلام والذي كان علامه وذكري لن ينساها التاريخ. ولكنني توقفت لوهلة غالبية الشعب ومعظمهم لم يعرفوا الا الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات وبعض القادة الذين يتردد اسمائهم فسألت نفسي هنال ابطال وقادة سطروا حروف اسمائهم من نور ولم يأخذوا حقهم من المعرفة والشهرة رجالا سطروا التاريخ بدمائهم لتعلوا رايه مصر خفاقة شامخه . ابطالا لم تعرفهم الناس ولم تتداول اسمائهم بين افراد الشعب الا بالقليل لذلك نما الي تفكيري كيف ذلك؟ كيف تندثر بطولات هؤلاء الابطال ولما لم نزيل عنهم الستار لكي يعرفهم الشعب ويعلم عن ملاحمهم وبطولاتهم . لذلك فكرت ان اسرد قصه احد هؤلاء الابطال الذين كان لهم باعاً كبيرا في النصر في اكتوبر المجيد .
المشير احمد اسماعيل علي

أحمد إسماعيل علي 140) أكتوبر 1917 ـ 25 ديسمبر( 1974 قائد عسكري وسياسي مصري، شغل منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصري خلال حرب أكتوبر 1973، وشغل قبلها منصب رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس أركان القوات المسلحة. صنفته مجلة الجيش الأمريكي كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً.
تخرج من الكلية الحربية عام 1938 وكان زميلا لكل من الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس جمال عبد الناصر في الكلية الحربية وبعد تخرجه برتبة ملازم ثان، التحق بسلاح المشاة وخاض الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي 1956 ونكسة 1967 حتي وصل عام 1969 وأصبح رئيسا لأركان الجيش المصري وعزله بعد ذلك الرئيس عبد الناصر بسبب حادثة الزعفرانة الشهيرة. ثم أعاده الرئيس السادات إلي الخدمة رئيساً للمخابرات العامة ثم رُقى إلى رتبة فريق أول وأصبح وزيرا للحربية عام 1972 وخاض حرب أكتوبر وتوفي عام 1974
المشير احمد اسماعيل واكتوبر العظيم
عام 1972 قرر السادات إعفاء الفريق أول محمد صادق وعين أحمد إسماعيل مدير جهاز المخابرات العامة لخلفيته العسكرية, وحصوله علي أدق المعلومات عن قدرات الجيش الإسرائيلي بحكم منصبه, وخوضه معارك ميدانية عديدة قبله
واستدعي السادات أحمد إسماعيل إلي منزله في الجيزة في 26 أكتوبر وكلفه بمنصب وزير الحربية والاستعداد للحرب بأسرع وقت, وبأعلي درجات الكفاءة, ويروي أحمد إسماعيل عن اجتماعه مع السادات: “كان هذا النهار أحد الأيام المهمة والحاسمة في حياتي كلها, بل لعله أهمها علي الإطلاق.. التاريخ26 أكتوبر1972 ـ19 رمضان1392 هـ, حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر, والمكان.. منزل الرئيس السادات بالجيزة, كنا ـ سيادته وأنا ـ نسير في حديقة المنزل
لم أكن أدري سبب استدعائي, ولكني توقعت أن يكون الأمر خطير, وبعد حديث قصير عن الموقف حدث ما توقعته, حيث أبلغني سيادته بقرار تعييني وزيرا للحربية اعتبارا من ذلك اليوم, وفي الوقت نفسه كلفني بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية, ليتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيوني, وكان لقاؤه لي ودودا إلي أقصي حد, وكان حديثه معي صريحا إلي أبعد حد, وعندما انتهي اللقاء ركبت السيارة لتنطلق في شوارع القاهرة وشريط الذكريات والظروف يمر في ذهني وأمام عيني.. هآنذا أعود مرة أخرى لأرتدي الملابس العسكرية”.
وبالفعل بدأ أحمد إسماعيل ارتداء البدلة العسكرية من جديد وتولي أرفع منصب في الجيش وقيادة أخطر المعارك في تاريخ الوطن معركة أكتوبر
كان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر ,أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار, وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت, وكانت للفريق الشاذلي شعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود, إلي جانب أن الخلافات بدأت في عز اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدفرسوار, بالإضافة إلي الحساسية التي كانت تسيطر علي علاقة
إسماعيل والشاذلي, وميل الأول إلي تأييد الرئيس علي حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثغرة, تولي إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه, وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جري تصعيده إلي المنصب رسميا مع انتهاء الحرب. ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ علي وحدة الصف بين القادة, وانصاع في الوقت نفسه إلي تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة
بعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر. وحصل أيضا علي نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.
وفاته
أصيب بسرطان الرئة وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً.
لم يتمكن المشير من كتابة أهم كتاب عن حرب أكتوبر لكنه كان يكرر دائما أن الحرب كانت منظمة ومدروسة جداً وأن أي صغيرة أو كبيرة خضعت للدراسة وأن شيئا لم يحدث بالصدفة.
من أقواله
• قد حققنا إنتصارا كبيرا بل حققنا إنتصارا مضاعفا لأننى تمكنت من الخروج بقواتي سليمة بعد التدخل الأمريكي السافر في المعركة.
• كانت سلامة قواتي شاغلي طوال الحرب لذلك قال بعض النقاد أنه كان علينا أن نتقبل المزيد من المخاطرة وكنت على استعداد للمخاطرة والتضحيات لكنني صممت على المحافظة على سلامة قواتي لاننى اعرف الجهد الذي اعطته مصر لإعادة بناء الجيش وكان على أن أوفّق بين ما بذل من جهد لا يمكن أن يتكرر بسهولة وبين تحقيق الهدف من العمليات
• فتحية لهذا القائد العظيم الذي كان من اهم الركائز في ملحمة العبور
فتحيا مصر تحيا مصر رئيساً وجيشاً وشعباً

تحيا مصر تحيا مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: