مقالات القراء

طاقية «التُقية» على رأس الإخوان || بقلم ثروت الخرباوي

239-300x169خدها منى كلمة، لا تصدق الإخوان أبدا، حتى ولو حلفوا لك وأقسموا أغلظ الأيمان، ولو جلسوا أمامك ورأيت أعينهم تفيض من الدمع، من الآخر لا تلقى لهم بالاً ولا تصدقهم، فهم كاذبون، أما لماذا يكذبون فلهذه قصة مرتبطة بعقيدة الإخوان! لا تتعجب فعقيدتهم تعطى لهم الحق فى التقرب إلى الله عن طريق الكذب، تحت مسمى «التقية».

والتقية هى أن تُظهر أشياء لا تعنيها لتتقى بها العدو الكافر، وقد استقر أهل السنة والجماعة على عدم جواز استخدام التقية مع المسلمين، إلا أن الشيعة تستخدمها مع الجميع، بل إن علماء الشيعة يقولون إن: «من لا تقية له لا دين له»، ولأن جماعة الإخوان منذ بدايتها تعتبر أنها تعيش وتتعامل مع مجتمعات كافرة، لذلك فقد احترفت «التقية» معنا، ولعل هذا يوضح لك لماذا تكذب هذه الجماعة دائما!

وأول ما يصادفنا بخصوص عقيدة التقية لدى الإخوان عبارة شهيرة قالها حسن البنا هى «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، ولهذه العبارة قصة، وهى قصة مرتبطة باغتيالات وتخريب وحرق وقتل، كان الإخوان فى نهايات الأربعينيات قد قتلوا المستشار الخازندار، ومن بعده قتلوا النقراشى باشا، رئيس وزراء مصر آنذاك، ثم تم القبض على خلية إخوانية، وهم فى سيارة «جيب» يحملون مفرقعات وخططاً لحرق القاهرة، وبدأت النيابة العامة فى التحقيق فى هذه القضية التى عرفت بقضية السيارة الجيب.

ولأن القضية كانت بمثابة مسمار فى نعش الجماعة فى هذا العهد لذلك حاولت الجماعة التخلص من أدلتها، فتحرك النظام الخاص وكلف أحد أفراده، ويدعى «شفيق أنس»، بوضع قنبلة حارقة بجانب دولاب حفظ أوراق القضية، إذ قدم نفسه لسكرتير التحقيق على أنه أحد الموظفين من محكمة من محاكم الأقاليم وأنه مكلف بتقديم بعض القضايا للنائب العام، ثم وضع حقيبة بها القنبلة بجوار الأرفف وزعم أنه سيذهب لمطعم قريب ليتناول إفطاره، وبعد انصرافه شك الموظف فى الحقيبة فأعطاها للأمن الذين قاموا بالتخلص منها فى الطريق أمام المحكمة، فانفجرت القنبلة وترتب على انفجارها إصابة بعض المارة الأبرياء، وأمام هذه المشكلة الكبيرة قام البنا بإصدار بيان يتبرأ فيه ممن قاموا بهذا الفعل فقال عنهم إنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».

لا شك أن الحالة النفسية للقاتل كانت آنذاك فى منتهى السوء، لذلك بادر إلى الاعتراف الكامل بجريمته وبالمحرضين والمساهمين والمشتركين معه.

هذا هو الرأى الذى وضعه محمود الصباغ تبريراً لبيان حسن البنا «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، كلماته واضحة بأن حسن البنا استخدم التقية، أو الخداع، لأن الحرب خدعة، ثم يقول إن التقية هنا جائزة لأنه (أمر جائز فى الحرب).

وعلى ذلك كان تاريخ حسن البنا وتاريخ جماعته، حتى وصل بنا الزمن إلى أيامنا هذه، فقبل ثورة يناير وبعدها، حين كشف بعضهم للرأى العام أن الإخوان عقدوا صفقة مع نظام مبارك عام 2005 خرجت القيادات تقسم بالله العظيم، والعيش والملح «وتـُربة أبوهم» أن الإخوان لم يعقدوا صفقة وأنهم أبرياء من هذه الفرية اللعينة والكذبة المفضوحة، ثم بعد أن مرت على السنين سنون وقامت الثورة المصرية خرج المرشد السابق مهدى عاكف وقال: نعم عقدنا صفقة مع النظام السابق عام 2005 وجلسنا مع شخصيات أمنية كبيرة واتفقنا على كل شىء، ثم التزم نظام مبارك بالصفقة فى المرحلة الأولى للانتخابات وقتها، ثم نكل عن الاستمرار فى الصفقة فى المرحلتين الثانية والثالثة!

ألم أقل لكم من قبل إننا نحتاج إلى إعادة قراءة تاريخ الإخوان على ضوء معرفة عقيدتهم، حينها سنعرف الخريطة الحقيقية لتلك الجماعة الإرهابية الخوارجية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: