الشارع السياسىمقالات القراء

سطور من مفكرة انسان بقلم /// وائل مقلد

سطور من مفكرة انسان بقلم /// وائل مقلد
نعم انا الأديب المشهور اذهب كل يوم الي الجريدة التي اشغل منصب رئيس تحريرها ، حقا كتاباتي مدوية في ساحات بلاط صاحبة الجلالة ، يحتشد الناس حين تنعقد لي ندوة ثقافية أو أمسية شعرية ، خطواتي بين أروقة قاعات المؤتمرات والملتقيات ، انا القاص الذي يعيش الناس بين كتاباته يغوصون في كلماته ويبحرون فيما يكتب ، وذات يوم وكأي إنسان أصبت بوعكة صحية بت في البيت ليلتين كانت زوجتي بالعمل في اليوم الثاني وابنتي في المنزل فقد انهت عامها الدراسي بالصف الأول الإعدادي لم يكن للبيت نصيب من الكلمات التي اكتبها سوي دفاتري الحبيسة بدرج مكتبي فلم اكن أجلس في البيت الا بعض الوقت منفردا اغوص في بحور الكلمات وحدي ، دق جرس الباب وناديت علي ابنتي لتري من الطارق لكنها كانت نائمة توجهت الي الباب فوجدت البواب يخبرني ان هذا الخطاب لابنتي .
اندهشت في بادئ الأمر انها ابنه الثانية عشر عاما ويأتيها خطاب مسجل بعلم الوصول فتحت الخطاب علي الفور لتزيد دهشتي أكثر انها رسالة من وزارة الثقافة تخبرها فيها أنها الفائزة الأولي في مسابقة أفضل قصة للمؤلفين من الأطفال .
بدأت العديد من الأسئلة تدق برأسي انها ابنتي حقا ام خطأ في الاسم ؟! وانظر الي الخطاب لأجد الاسم صحيحا وكذا العنوان ، احقا ابنتي تكتب وتؤلف القصص ؟!
حينها انهالت الدموع من قلبي قبل عيناي فرحا نعم فرحا ولكن سبق فرحي حزن شديد فأين انا من أسرتي ؟!
انا بعيد كل البعد عنهم لدرجة انني لا أعرف عن ابنتي شئ ماذا تفعل وما هواياتها وكيف تقدمت للمسابقة .
آه علي تقصيري في حق أقرب الناس الي ابنتي ، لقد اخذتني الحياة واخذتني انانيتي وطموحي الشخصي بعيدااا عن مسئوليتي الحقيقية الأولي
ذهبت الي مليكتي الصغيرة لأجدها كعصفور في ايكه قبلت جبينها ودموعي تتاسقط منها تناجيها ان تغفر تقصيري في حقا
وايقنت حينها ان الرسالة التي جاءتها لم تكن رسالة لها فقط بل رسالة من السماء لتذرني وتوقظني من غفوتي .
واقول لكم افيقوا قبل ان تأتيكم رسالة وقد تأخر موعد وصولها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: