اخبار المحافظات

توجيهات الرئيس السيسي ستحول واحة سيوة إلى واحة الأحلام

تشهد واحة سيوة حاليا حركة تنموية عقب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة تطوير وتنمية المقومات السياحية بها والتي ستحولها فى وقت قصير إلى واحة الأحلام وملتقى سياح العالم للاستمتاع بالسياحة العلاجية والبيئية ومجتمع البادية علاوة على السياحة الثقافية وهى العامل المشترك الأول فى كل مقومات السياحة بمصر.

وعن تاريخ واحة سيوة، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان اليوم” إن سيوة لها تاريخ عريق وقد حصل منها الإسكندر الأكبر على شهادة دخوله إلى قلوب المصريين بعد زيارته الشهيرة لمعبد آمون عام 332 قبل الميلاد ومن المحتمل أن يكون بناء معبد آمون فى الأسرة الحادية والعشرين من 1085 إلى 950 ق. م حيث كانت قوة كهنة آمون ونبوءاته تؤدى دورا بارزا فى الديانة وقد قام كبار كهنة المعبد بتحية الإسكندر على أنه ابن آمون.

وأضاف أن رحلة الإسكندر كانت سببا فى زيادة شهرة واحة سيوة وبنيت المبانى باسمه فى حياته ثم بنى البطالمة المبانى إحياء
لذكراه.

وأوضح أن كل هذه الآثار وأعمال الحفائر لكشف مكنوناته حيث كشف منها القليل جدا حتى الآن يتمثل فى بعض المقابر المنحوتة فى جبل الموتى التى تعود لبداية عصر البطالمة وبعض العملات وجزء من لوحة هادريان والمحفوظة بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية واستمرت سيوة فى عبادة آمون حتى القرن السادس الميلادى.

ولفت إلى أن سيوة عرفت باسم “سيوة بنتا”، وقد عثر عليه فى أحد النصوص المدونة بمعبد إدفو، ثم أطلق عليها “واحة آمون” نسبة إلى معبد آمون ، ثم أطلق عليها “واحة جوبيتر” نسبة إلى كبير الآلهة الرومانية.

وتابع أنه فى العصر الإسلامى ذكرها المؤرخ الشهير المقريزى بأن سكانها كانوا جماعة من البربر تسمى السيوى وهم يتكلمون بالسيوية ومنذ ذلك الوقت تسمى “سيوى” ثم “سيوة”.

وأضاف أن المسيحية دخلت سيوة فى القرن الرابع الميلادى ورغم ذلك لم يعثر بها على آثار مسيحية سوى بقايا كنيسة بالطوب اللبن وفى العصر الإسلامى، وتحدث المؤرخون عن بلدة سنترية بسيوة على أنها بلد صغير يسكنها البربر يعرفون “سيوة”، ولغتهم سيوية وبها حدائق ونخيل وأشجار الزيتون ولها عشرون عينا ماؤها عذب.

وعن أبرز آثار سيوة، أشار إلى عدد من آثار سيوة والتى تشمل عمارة مدنية تتمثل فى أطلال (مدينة شالى) بقلب المدينة قرب المركز التجارى وتبقى منها بعض المنازل والحوانيت والخص “مقعد الأجواد” بشالى الغربية، أما شالى الشرقية فلم يتبق منها سوى الجامع العتيق لهجرة السكان للمدينة منذ عام 1826م وهناك بلدة أغورمى المستوطن القديم لأهالى شالى فقد هجرت منذ عام 1200م لغارات البدو وانتقل السكان إلى هضبة شالى.

وقال إن مبانى مدينة شالى جسدت التفاعل بين الإنسان والبيئة واعتمدت على البناء ب(الكيرشيف)، وهو نوع من الملح المتكلس على طبقات وارتفاع الطبقة 25سم والأسقف من خشب النخيل المعالج فى بحيرة الملح للتخلص من العصارة الجاذبة للحشرات القارضة، ويتم أيضا استخدام أخشاب الزيتون الجافة فى عناصر الأثاث مع الجريد ونوع من الطفلة الخضراء الزبدية فى العناصر المعمارية التى تستخدم فيها المياه بكثرة مثل المطابخ ودورات المياه.

وأشار الى انتهاء مشروع ترميم قلعة شالي بسيوة والذي استمر لمدة عامين وافتتحه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أمس بتمويل من الاتحاد الأوروبي، والتي تمت بأيدي أبناء سيوة وباستخدام مادة الكرشيف القديمة.

وأوضح أن شالى بها منشآت دفاعية والمتمثل فى تحصينات أغورمى وشالى، وكان سور مدينة شالى بارتفاع المبانى بها والتى كانت تتكون من طابقين يعلوها داير ولم يتبق منه سوى (باب أتشال)، وكان الباب السرى للمدينة وتعنى باللغة السيوية باب المدينة والذى يقع شمال غرب الجامع العتيق.

وأضاف أنها بلدة أغورمى تضم أيضا معبد الوحى الشهير “معبد آمون” ومساحة البلدة ثلاثة أفدنة ولم يعد متبقيًا منها سوى أطلال بعض المنازل والجامع بمئذنته، وتضم شالى وأغورمى منشآت دينية مثمثلة فى الجامع العتيق بشالى الشرقية وجامع تطندى بشالى الغربية.

وأكد الدكتور ريحان أن واحة سيوة بحاجة لفتح مواقع جديدة لأعمال حفائر لبعثات الآثار المصرية لما حققته من إنجازات متلاحقة بالفترة الماضية وأعمال ترميم لمنشآتها باستخدام المواد القديمة وإعادة عملها بالموقع من الخامات المحلية المتوفرة وتطوير هذه المواقع وحسن استثمارها بالتعاون مع القطاع الخاص وتطوير المواقع حولها لتنمية المجتمعات المحلية حول الأثر.

وأشار الى أهمية إعداد خارطة بإحداثيات لكل المواقع التابعة للآثار وتأمينها بشكل كبير لمنع أعمال الحفر خلسة المنتشرة بهذه المواقع النائية خاصة ومصر عامة منذ عام 2011.

وقال إن توجيهات الرئيس السيسى بتنمية الواحة ستسهم بشكل فوري في وضع سيوة وكل المواقع بالوادى الجديد على قائمة السياحة المحلية والدولية فهى بطبيعتها مدن بكر فى كل شئ، لافتا الى ان الواحة يعشقها رواد سياحة السفارى ومجتمع الصحراء والسياحة البيئية على مستوى العالم وبإضافة السياحة الثقافية التراثية لها سيكمل منظومة السياحة بمنطقة من أهم مناطق الجذب السياحة بمصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: