دولية وعالمية

تعهدات بتقديم 1.7 مليار دولار مساعدات إنسانية لليمن.. والأمم المتحدة: مخيبة للآمال

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن خيبة الأمل بشأن حجم التعهدات المالية في مؤتمر المانحين لدعم الإغاثة في اليمن.

وقال جوتيريش: “أتقدم بالشكر للذين أعلنوا عن تعهدات سخية وأطلب من الآخرين إعادة النظر فيما يمكن أن يفعلوه للمساعدة في الحيلولة دون حدوث أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود.”

وكانت الأمم المتحدة، أطلقت مناشدة للدول لتمويل استجابتها للأزمة الإنسانية في اليمن، سعيا لجمع مبلغ 3,85 مليار دولار هذا العام لتلبية الاحتياجات هناك، عبر مؤتمر للمانحين لكنه لم يفلح في جمع سوى 1,7 مليار دولار فقط.

وفي المؤتمر الافتراضي الذي شاركت السويد وسويسرا في استضافته، أكد جوتيريس، أن ثلثي السكان في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، مناشدا الحصول على 3.85 مليار دولار هذا العام لتلبية الاحتياجات في اليمن.

وكان المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبدالله الربيعة، أعلن تبرع المملكة السعودية بمبلغ 430 مليون دولار أميركي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن لعام 2021.

وأعرب الربيعة عن أمله في “التوصل إلى حلول أكثر استدامة وأعمق أثرا لرفع المعاناة الإنسانية في اليمن والتعامل مع مسبباتها”.

وتابع: “نجتمع اليوم واليمن يواجه أزمة إنسانية كبيرة، ويزيد من صعوبتها المعاناة الصحية والاقتصادية من جراء جائحة كوفيد-19، وما تقوم به الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران من تصعيد كبير في اليمن، وبالأخص محافظة مأرب التي كانت ملاذا آمنا للنازحين في البلاد”، وفق ما ذكرت وكالة واس.

وأشار الربيعة إلى أن الميليشيات “صعدت عملها الإرهابي لتهدد دول الجوار”، داعيا لـ”وقفة حازمة وصارمة من المجتمع الدولي لحماية الشعب اليمني والوصول إلى حلول مستدامة تحقق الأمن والاستقرار والنماء لليمن وشعبه، وبالتالي للمنطقة والعالم أجمع”.

وأضاف: “تأكيدا لدور المملكة الريادي وموقفها الثابت تجاه اليمن وشعبه النبيل… أعلن عن التزام المملكة السعودية بمبلغ 430 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2021، يتم تنفيذها من خلال المنظمات الأممية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والإقليمية”.

وبدورها، شددت الوزيرة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، على أن “الهجمات الإرهابية للحوثيين تتطلب ردا دوليا قويا”، كما أكدت أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة اليمنية “يكمن في التوصل لحل سياسي”.

وتعهدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، بتقديم الإمارات 230 مليون دولار إضافية لدعم الجهود الإنسانية في اليمن.

من جانبه، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، إن مساعدات السعودية خففت الأزمة الإنسانية وأنقذت الاقتصاد في وقت حرج، مضيفاً “نشكر السعودية والإمارات على المساعدات الإنسانية لسنوات”.

وتابع في كلمته “ملتزمون بتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وتوصيل المساعدات للمستحقين”، مشيرا إلى أن هجوم الحوثيين على مأرب يهدد أكثر من مليوني يمني، والحوثيون يستهدفون المدنيين ومخيمات النازحين بالقصف في المحافظة.

كما قال “ندعو لتوجيه الدعم للقطاع الصحي وتوفير اللقاحات لليمنيين”.

هذا وطالب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الحوثيين بوقف اعتداءاتهم في مأرب، داعيا إلى “وضع حد للحرب في اليمن”.

وأكد بلينكن، أن بلاده ستقدم 191 مليون دولار للأزمة اليمنية هذا العام، مشيراً إلى تقديم بلاده أكثر من 3 مليارات دولار منذ بدء الأزمة اليمنية.

كما أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، تقديم 87 مليون جنيه إسترليني لليمن هذا العام.

وفي وقت سابق، أدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، التصعيد الذي تمارسه ميليشيات الحوثي، بما في ذلك استهدافها للعاصمة السعودية.

وأعرب أبو الغيط عن “التضامن الكامل مع المملكة في أي إجراءات تتخذها للدفاع عن نفسها وسلامة سكانها”، مؤكدا أن “تصعيد ميليشيات الحوثي لعملياتها وهجماتها على مأرب منذ مطلع الشهر الماضي يأتي، في إطار أجندة إيرانية متهورة تستخدم اليمن كورقة تفاوض”.

كما حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية، الحوثيين مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في اليمن.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حذر من أن أكثر من 16 مليون شخص في اليمن سيتعرضون للجوع هذا العام، ويعيش نحو نصف مليون شخص في ظروف أشبه بالمجاعة.

وحذر الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، الاثنين، خلال زيارة تستمر لأسبوع إلى اليمن، من أن “جماعات الإغاثة مضغوطة ومحرومة من التمويل الكافي بشكل كارثي.”

وبدأت حرب اليمن عام 2014 عندما استولى الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء وجزء من شمال البلاد.

كما أودى الصراع بحياة نحو 130 ألف شخص ونتج عنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ونزح 4 ملايين يمني من منازلهم.

وتسببت جائحة الفيروس ووباء الكوليرا وسوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى آلاف الوفيات الإضافية، في حين أن نصف المرافق الصحية في اليمن مغلقة أو مدمرة.

وبحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني “يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة”.

كذلك، تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22% عن العام 2020.

وكانت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية جمعت العام الماضي 1,9 مليار دولار من أصل 3,4 مليار دولار كان يحتاجها البلد الفقير.

وأدّى نقص التمويل في 2020 إلى وقف 15 من 41 برنامجا إنسانيا رئيسيا في اليمن، حسبما أفادت الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، فيما تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأُوقفت الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: