تكنولوجيامقالات القراء

تحول الأحلام وهوس الشهرة

كتبت مني عيد

تحولت الأحلام مع تدنى وانهيار الأذواق…

أعمل في مصنع ملابس منذ أكثر من 12 عاما, يحتاج العمال اللي يدفعهم للعمل ويحمسهم, فيقومون بتشغيل الأغاني الشعبية, فأدركت خلال هذه الفترة أن للموسيقى الشعبية أشكالا وأنواعا أشعلت الدنيا لفترات لتحل محلها الأخرى.
ولكن مع كل جيل كانت تختلف نوع الأغاني الشعبية التي يفضلونها وتدفعهم للعمل بشكل أفضل, ففي تلك الفترة مر عليا أكثر من جيل. فمنهم من يفضلون سماع طه , رشدي ويعشقون سماع القصص الشعبية أبو زيد , وحمزه وسماح , وطمع النفوس وغيرها, و سماع عبد الباسط حمودة وشفيقة ورمضان البرنس, طارق الشيخ …
ومع ظهور عبد السلام كانت هذه الجملة همهمتي كل يوم عند سماعه ” ومع نجوم الأغنية الشعبية وابدأ الصداع” , ولكن حاليا وبأعلى صوتي ” مع فيجو الدخلاوى ” سخطاً منى على ما أسمع في الفترات الأخيرة , فقد فرضت المهرجات نفسها على الجميع متجاوزة حدود التوقع والأوطان , وخاصة في ظل النجاح الكبير الذى حققته أغنية “بنت الجيران” الذى لا يستطيع أحد أن ينكره.
ولكن ما لفت انتباهي أن أحد العاملين بالمصنع شاب يدعى محمد قال انه يقوم بتسجيل مهرجان وتارك عملة مما أثار عضبي جدا , وان “حمو بيكا , حسن شاكوش ” مثلة الأعلى وخاصة بعد تحقيق أغنية بنت الجيران نجاحا عالميا.
فبعد أن كان يسعى الشباب في الحصول على مال لشراء مكينه له في بيته بدلا من العمل عند أصحاب المصانع الكبرى وتنمية وبناء مشاريعهم الخاصة بهم يبحثون عن كلمات شبيه بأغنية بنت الجيران لتحقيق طموحاتهم وتجاوز العالمية .
الفن الشعبي يعد مرآه تعكس الواقع الذى يحيياه البسطاء فهو ينبع من شوارعهم, ويحدد هويتهم وثقافتهم وطريقة تفكيرهم, فهل هناك حل لهذه المشكلة المتفشية بشراسة بين قطاع كبير من الناس وبالأخص الشباب؟ أم تتعرض للهجر والاختفاء بعدما تحل محلها أخرى ؟ في أنا لست ضد وجود الأغنية الشعبية, ولكن ضد تدمير الذوق العام للجمهور وتأثيرها على الطموح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: