اخبار المحافظات

انهيار جدران “إبريم”اقدم كاتدرائيه في جنوب مصر في النوبه

 

كتبت//سلمى محمود
يعاني قصر إبريم الأثري بالنوبة من الإهمال الشديد، حيث لا توجد حراسة عليه إلى جانب الكثير من العبث والحفر خلسة به بعدما سقطت جدران أقدم كاتدرائية في النوبة، إلى جانب سقوط الأسقف على مقبرة الأسقف النوبي تيموثي، الأمر الذي قد يهدد آثار النوبة بالخروج من قائمة التراث العالمي.

يقع قصر إبريم على الضفة الشرقية للنيل على بعد ستين كيلومترا شمال شرق أبو سمبل، وفي منتصف السبعينيات تحول قصر إبريم إلى جزيرة في وسط نهر النيل بعد بناء السد العالي، وبذا يعتبر قصر إبريم هو الأثر الوحيد الذي بقي في مكانه ولم ينتقل إلى مكان آخر.

وفي العصور القديمة كانت إبريم تقع على الضفة الشرقية أمام عنيبة أو ميعام عاصمة واوات أي “النوبة المصرية”، وأطلق عليها اسم “قلعة ميعام”، وكانت تمثل قلعة موجودة على تل مرتفع، ولعبت دورا هاما في العصر الروماني أثناء الصراع بين النوبيين والرومان، وتعتبر كلمة إبريم هي اسم حديث مشتق من اسم مروي قديم وهو بديمي، وصارت تكتب باللغة القبطية القديمة بريمس ثم فريم وتحولت في اللغة العربية إلى إبريم.

وبعد أن انسحبت الملكة النوبية أماني ريناس من المحرقة بعد هزيمتها من القائد الروماني جايوس بترونيوس لجأت إلى قلعة إبريم، ولحق بها بترونيوس، واقتحم القلعة عليها، فانسحبت إلى الجنوب في عاصمتها بالنوبة العليا.

وعلى الجانب الجنوبي الشرقي من الجزيرة عثر على بقايا كاتدرائية ترجع أهميتها إلى أنها قامت بدور الأسقفية في النوبة بعد تدمير كاتدرائية فرس في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، وبنيت في القرن السابع الميلادي، وكان ارتفاع الحائط الجنوبي الأصلي للكاتدرائية يبلغ خمسة أمتار، ويوجد بالحوائط الشمالية والجنوبية ستة شرفات، وكان سقف الكاتدرائية مشيدا بألواح الخشب، ولكنه حرق بالنيران أثناء حصار قلعة إبريم في العصر الأيوبي عام 1173 م.

وعثر في الجانب الجنوبي الغربي من الجزيرة على بقايا معبد من الطوب اللبن بناه الملك النوبي طاهرقا في القرن السابع قبل الميلاد، وبذا يعد هذا المعبد من أقدم المباني على جزيرة إبريم، ولكن هذا المعبد تحول إلى كنيسة لاحقا ترجع إلى النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي، ويوجد بمنتصف الكنيسة صحن واسع ورواقين ضيقين على كل جانب من الصحن، وتم تقسيم كل رواق بصف من الأعمدة الجرانيتية، وفي النهاية الشرقية للصحن يوجد الحنية أو الهيكل وعلى كل جانب من الحنية يوجد غرفة، ويوجد أسفل الكنيسة سراديب، وعثر في إحداها على مقبرة الأسقف النوبي تيموثيس الذي دفن مع خطابات تعيينه عام 1372 م.

ومن المعروف أنه عثر على لوحة الملك أمنحتب الأول والتي ترجع للعام الثامن من عصره، وقد أعيد استخدامها داخل سراديب الكنيسة، وهي الآن بالمتحف البريطاني بلندن، وعثر أيضا على أربعة مقاصير في الجهة الغربية من جزيرة إبريم بكل منها تجويف يضم تمثال لملك بين الهين، وكانت هذه المقاصير منحوتة في الواجهة الغربية للمنحدرات على النيل، وتوجد الآن ثلاثة من هذه المقاصير مفككة في منطقة السبوع الجديدة وفي انتظار لإعادة تركيبها، أما المقصورة الرابعة وتخص وسر ساتت حاكم النوبة العليا في عصر الملك أمنحتب الثاني، وأعيد تركيبها في متحف النوبة بأسوان، وعثر بالجزيرة أيضا على لوحة الملك سيتي الأول، وعثر عليها مكسورة ومنقسمة إلى أربعة أجزاء، وأعيد تركيبها في الوقت الحالي في المتحف المفتوح بمنطقة كلابشة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: