آدم وحواء

الفول رافع للمناعة والروح المعنوية ومضاد للنسيان والتوتر

قال الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إنه خلافا لما هو شائع عن أثر تناول الفول على تبلد التفكير، فإن ما كشفت عنه الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة مؤخرا من فوائد حيوية يتيحها فيتامين ب 1 للإنسان، تؤكد أن (ساندوتش الفول) سيد المزاج الشعبى فى وجبة إفطار المصريين، والمكون من البقول والخبز الأسمر المصنوع من القمح الكامل (غير المقشور)، وبما يتوفر فيهما من فيتامين ب ١ يجعله صديقا للطلبة ووجبة مثالية لهم ولغيرهم من كافة الفئات العمرية خاصة خلال الامتحانات، وذلك لما يحفل به هذا الفيتامين من مواد ذات أثر إيجابى فى رفع المناعة والروح المعنوية وتحسين المزاج .

وأضاف بدران – فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم – أن فيتامين ب 1 يلعب أدوارا مهمة فى صحة البشر ومع ذلك يتم تجاهله لغياب الثقافة الصحية الحديثة، لافتا إلى أن هذه الأدوار باتت مؤخرا موضع العديد من الدراسات والأبحاث فى الكثير من المعامل البحثية العالمية، وأسفرت نتائجها عن أن فيتامين ب١ يمكن اعتباره صديقا لجميع خلايا الجسم لدوره الهام فى تطورها، ولتنمية اللغة عند الرضع، وأنه صديق للقلب والمخ والأعصاب، ومضاد للشيخوخة والأكسدة والنسيان والتوتر، وهو داعم للروح المعنوية ومعزز للمناعة، وهام لعملية التمثيل الغذائى، ومضاد للأكسدة، مشيرا إلى أن المضادات الحيوية والخمور تقلله، وتدمره البكتيريا والحشرات التى تؤكل فى بعض الدول .

وأوضح بدران أنه على الرغم من معرفة الكثير عن خسائر الخلايا جراء نقص فيتامين ب1، فلا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد عواقب نقص هذا الفيتامين الثمين على المخيخ، لافتا إلى أنه أحد أنواع فيتامين ب، وهو ضروري للإنسان لتوفير الطاقة وضمان الصحة الجيدة، حيث يساعد في الحفاظ على وظائف كل خلية وكل عضو وكل جهاز فى الجسم، وضرورى لسلامة وصيانة الجهاز العصبي المركزي واتزان الأعصاب، كما أن له دورا هاما فى نمو الأطفال ورفع قدراتهم على التعلم وتذكر المعلومات، مشيرا إلى أن المخيخ والمخ جزءان هامان فى الجهاز العصبى، وأنهما هامان أيضا للتعلم والذاكرة وإنتاج لغة التواصل وكلاهما يتأثر بنقص هذا الفيتامين .

وشدد على أن فيتامين ب١ يشارك في وظائف التمثيل الغذائى الخلوية الحيوية فى المخ والمخيخ، بما في ذلك التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، وتعزيز وظائف الميتوكوندريا التى تعتبر بيت الطاقة داخل الخلايا، ويفيد فى إنتاج 3 من الموصلات العصبية الهامة فى المخ الضرورية للقدرات المعرفية والتواصل وهى (السيروتونين والأسيتايل كولين والجلوتاميت)، وبناء على هذا فإن هذا الفيتامين يفيد المصابين بالأوتيزم (التوحد) ، موضحا أنه قد يفيد فى تصحيح الخلل الناتج عن انخفاض عدد خلايا “بوركينج في المخيخ”، المسئولة عن نقل معلومات المخيخ إلى القشرة المخية، وإن نقصه يسبب اختلالا وظيفيا فى المخيخ يمكن أن يعيق كل من المهارات الحركية والإدراكية ويتسبب فى إعاقة اجتماعية نتيجة الإجهاد التأكسدى الذى يحده فيتامين ب١، حيث تدعم المخيخ الوظائف المعرفية، بما في ذلك الوظائف اللغوية والتنفيذية، وكذلك العاطفية .

وذكر استشارى المناعة أن من فوائد فيتامين ب ١ التى كانت مجهولة بحسب ما أثبتته الدراسات الحديثة، أن مستوياته تؤثر على المجتمع الميكروبى فى القناة الهضمية، ولهذا فإنه قد يكون هدفا ممتازا لتطوير علاجات للعديد من أمراض العصر كمرض السكر، ومرض الزهايمر، والبدانة، والسرطان وجميعها تتسبب فى إحداث تغييرات جذرية في تركيبة البكتيريا والصديقة في أمعاء الإنسان .

وتابع بدران أن الدراسات الحديثة أظهرت أن هذا الفيتامين يساعد فى الحفاظ على موقف عقلي إيجابي، ومنع فقدان الذاكرة، وتعزيز قدرات التعلم، مكافحة التوتر، وأنه هام لإنتاج الطاقة لكل خلية فى الجسم، وأنه صديق القلب والمخ والأعصاب، ومضاد للشيخوخة والأكسدة وللنسيان والتوتر، وأن نقصه ينعكس على تطوير أو تنمية اللغة عند الرضع، وصعوبة التركيز والإجهاد العقلي لدى البالغين وحتى الاكتئاب، منوها بأنه من خلال العينات العشوائية التى كانت هدفا للدراسات تأكد نقص فيتامين ب١ فى 33% من مرضى فشل القلب الاحتقانى المحتجزين فى المستشفيات، وفى 29% من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة قبل عمليات جراحة علاج البدانة ، وفى 27% من الأمهات، وفى 15% من الأطفال فى بعض مناطق شرق أسيا .

وقال بدران إن فيتامين ب١ يتواجد فى جسم الإنسان فى عدة صور كيميائية، وتبلغ كميته فى الجسم كله 30 ملليجراما خاصة فى العضلات الهيكلية والقلب والمخ والكبد والكليتين، وأن هذا الرصيد يكفى من أسبوعين إلى 3 أسابيع فقط وأن أهميته ودوره فى عملية التمثيل الغذائى ترجع لكونه عاملا مساعدا للعديد من الإنزيمات الهامة فى هذه العملية الحيوية، ومساعدا على حرق الكربوهيدرات وأكسدة الجلوكوز والدهون والبروتين، ومساهما في إنتاج مادة “ثلاثي الفوسفات الأدينوزين” الذى يعمل كمصدر للطاقة في جميع خلايا الجسم بما فيها خلايا المخ، بالإضافة إلى تحفيزه الاستفادة من الأحماض الأمينية .

وأوضح أن فيتامين ب1 يعزز المناعة، وتحتاجه خلاياها كى تعمل بكفاءة، كما أنه يساعد في الحفاظ على كفاءة القناة الهضمية وامتصاص العناصر الغذائية مما يوفر الخامات الضرورية لتكوين ترساة الجهاز المناعى، إلى جانب تحفيز إفراز “حمض الهيدروكلوريك”، الضروري لعملية الهضم الكاملة لجزيئات الغذاء وامتصاص العناصر الغذائية.

ولفت إلى أهمية فيتامين ب1 كمضاد للأكسدة وفى حماية الجسم من كافة العوامل المسببة للشيخوخة المبكرة، ومضاعفات التدخين، ويحسن من قدرة الجسم على تحمل الجلوكوز ويؤخر انسداد الشرايين، خاصة في مرضى السكر، ويلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على وظائف المخ، لأنه منشط للذهن ويحسن اليقظة، ويعزز المزاج بشكل عام، ومضاد للقلق والاكتئاب، ويساعد فى توفير الجلوكوز للمخ، ومهم لصحة الجهاز العصبي لدوره في تركيب واحد من أهم الموصلات العصبية “الأستيل كولين”، ويحفز السيطرة على العضلات والسلوك وضرورى للذاكرة والمعرفة.

وأشار إلى أن هناك أسبابا عديدة تؤكد أن المخ حساس جدا لنقص فيتامين ب 1، وأن تلك الأسباب هى حاجة الخلايا العصبية يوميا له كى تعمل بكفاءة، وإعانته لأجهزة الجسم على التكيف مع التوتر، ومحافظته على الشهية الجيدة والهضم، ومحافظته على اتزان الأعصاب، وإنتاج الطاقة من المواد الكربوهيدرات وحرق الدهون والبروتينات والأحماض الأمينية الهامة للمخ والأعصاب والعضلات، كما أنه يدخل فى تكوين “المايلين” الغلاف الذى يحمى الأعصاب من التلف ويزيد من كفاءتها على نقل الإشارات العصبية .

وشدد على أنه يجب الحصول على فيتامين ب١ باستمرار من المصادر الغذائية حيث أنه لا يتم تصنيعه داخل الجسم، ولا يتم تخزينه فيه بكميات كبيرة أو لفترات طويلة، ويتوفر فى الحبوب الكاملة (القمح الكامل وجنين القمح والرده) الشوفان الشعير والأرز البنى والخميرة و البقول والمكسرات ولحم الطيور وبذور عباد الشمس والكرفس والبيض والبرتقال والكانتالوب وعش الغراب .

وقال إن من أسباب نقص فيتامين ب1 فى الجسم سوء التغذية، وعدم كفاية كميته المتناولة فى الغذاء، وسوء الامتصاص نتيجة عيب وراثى، والتسخين لدرجات حرارة عالية، والتصنيع الغذائى، تكرير مختلف الأطعمة خاصة الحبوب بما في ذلك الأرز ودقيق القمح، حيث تؤدى هذه العملية إلى فقدانه، وحفظ الأغذية فترات طويلة فى الثلاجة، وتناول الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطهوة جيدًا .

وذكر أن المضادات الحيوية والأدوية المدرة للبول والشاى والقهوة والكحول جميعها يعمل على خفض نسبته فى الجسم، موضحا أن نقص فيتامين ب 1 ينتشر بين مدمنى الخمور لسببين أولهما عزوف مدمنى الكحول عن تناول الطعام ، وثانيهما أن تناول كميات كبيرة من الكحول على أساس منتظم يقلل من امتصاص فيتامين ب 1 في الأمعاء، وأن نقص هذا الفيتامين مع الكحول يسبب ضعف العضلات وعدم الاتزان وصعوبة المشى وفقدان البصر، وفى حالات النقص الشديد لفيتامين ب 1 يمكن أن يسبب ذلك فقدان الذاكرة، فقدان التنسيق العضلى، مشاكل بصرية مثل حركة العين السريعة والرؤية المزدوجة، وفقدان الذاكرة، وعدم القدرة على الاحتفاظ بذكريات جديدة، والهلوسة.

ونوه بدران بأن نقصه يسبب الإجهاد التأكسدى ونقص المناعة وزيادة كيمياء الالتهابات والضعف، والتعب المزمن والهزال والاستثارة، تمزق الحاجز الدموي المخى وصعوبة المشي، وتدلى الجفون، وردود الأفعال الضعيفة، وفى المراحل المتقدمة فقدان الذاكرة والتوهان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: