اخبار المحافظاتمقالات القراءمقالات واراء

الجمهورية الجديدة واستكمال البناء

بقلم /// وائل مقلد
جاء خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد في مارس الماضى بكلمات دوت فى أذان العالم أجمع واستوقفت الأقلام لتخط من جديد بحروف واضحة ناصعة حين قال سيادته سيكون افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة فى نهاية العام ٢٠٢١ بمسابة إعلان جمهورية جديد . جمهورية ثانية فلم تمهر هذه الكلمات بهدؤ فالجميع يعلم أن كل كلمة تقولها فخامة الرئيس يعنى بها ما يقول ولها مدلولها وتسأل المفكرين والمحللين السياسيين والاقتصاديين والخبراء فى مختلف المجالات .
هل يعنى ذلك أن الدولة ستختزل فى العاصمة الإدارية الجديدة ؟ ولكن ما أفاض به الرئيس بخطابة موضحا أن هناك جمهورية جديدة من اسوان إلى العلمين وان محاور التنمية فى كل أركان مصر المنصورة الجديدة ورشيد و القرى المصرية .
ونرى بنظرة موضوعية أن الجمهورية الجديدة أو الجمهورية الثانية تشير إلى دولة مخطط لها وهناك رؤية واضحة نهدف إلى كيان كبير شكلا وموضوعا وقبل أن استرسل في توضيح ذلك أشير بداية أن كلمة الجمهورية الثانية مصطلح عرفته البشرية عام ١٨٤٨ م حين حدثت تغيرات جذرية فى الجمهورية الفرنسية أبان تولى لويس نابليون بونابرت الحكم وما حدثت من تغيرات جوهرية .
عودة إلى أرض الكنانة مصر فقد عاشت مصر فترات طويلة على مر العصور بين الملكية والولاية إلى أن قامت ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ م وأعلنت الجمهورية الأولى لتعيد تشكيل المجتمع والخريطة المصرية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا إلي أن قامت ثورة ٢٥ يناير وانتهت الجمهورية الأولى عام ٢٠١١م وهناك فترة انتقالية حتى جاءت ثورة ٣٠ يونيه وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد لتكون الإنطلاقة الحقيقية وبداية لجمهورية جديدة لم يعلن عنها لفظا صريحا ولكن ما شاهدناه فى آليه ادارة الدولة بل و منذ اللحظة الأولى وما شاهدناه بحفل تولى تنصيب الرئيس وما ظهر من عظمة وقوة كان مؤشرا على اختلاف الحقبة القادمة من تاريخ مصر المعاصر .
كان هناك جهد عظيم منذ اللحظة الأولى فى إدارة كافة الملفات قوة وحكمة ورؤية لدولة يخطط للبناء والتنمية المستدامة والشاملة بجدول زمني حتى ٢٠٣٠ م ظهرت المشروعات القومية كبيرة عظيمة تنمية شاملة في كافة القطاعات من إعادة بناء البنية التحتية والأساسية من طرق وكبارى وموانى واستصلاح وتعمير ومشروعات إنتاجية زراعية وحيوانية وسمكية وجاء الإعلان عن العاصمة الإدارية الجديدة لتكون عاصمة ذكية تجمع مقر الحكم والوزارات والبرلمان والسفارات والمؤسسات وتضم مركزا ضخما للمال والأعمال ومركزا للتحكم فى الدولة وإعداد الوزارات بجاهزية لإدارة الأزمات والكوارث وهناك ربط واتصال بآليات تكنولوجية جديدة تتواكب مع التقدم العلمى والتكنولوجيا العالمية الحديثة تتناسب مع مشروعات الدولة الكبرى أهمها الرقمنة وكيفية الاعداد لذلك لم تقتصر الرؤية التنوية على العاصمة الإدارية فقط بل امتد العمران فى كل أركان المعمورة بإنشاء مدن جديدة امتداد للمدن الكبرى بمحافظات مصر واهتمت الدولة بتنمية الصعيد والقرى وهناك مشروعات تنموية عملاقة على المستوى الإنساني والاجتماعي كمشروع تكافل وكرامة وتطوير القرى الاكثر احتياجا والاهتمام بمشكلة العشوائيات ونقل المواطنين الي مبان ومساكن تتناسب مع ادميتهم لنصل بأبناء مصر إلى بر الأمان حماية لهم من الادمان والمخدرات والمشاكل الاجتماعية التى عانت منها تلك العشوائيات لفترات طويلة كمشكلة اطفال الشوارع وتقدم الدولة جهد كبير في حل تلك المشكلات .
الربط الكبير بين الموانى والمدن الساحلية والعاصمة الإدارية الجديدة بشبكة طرق عملاقة و خطوط مواصلات حديثة كالقطارات الجديدة والمترو الذى يتم العمل به الآن والعديد من هذه المشروعات الحيوية .
كل ذلك ونرى الاهتمام بصحة المواطن المصري واهمها مبادرة ١٠٠ مليون صحة وما تفرعت منها من مبادرات رئاسية كالقضاء على فيروس سي وكذا صحة المرآة وحملات اكتشاف وعلاج سرطان الثدي والكشف على حديثي الولادة لاكتشاف مرضي القوقعة وكذا السمنة والنحافة عند الاطفال وصحة المرآة الحامل ومبادرة القضاء على قائمة الإنتظار العمليات الجراحية وغيرها من المبادرات .
أن محاور التنمية المستدامة والشاملة لا تتوقف على التنمية في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعمير والطرق والكبارى والمدن والقرى ولكن هناك محور هام وأساسي الا وهو محور الثروة البشرية وقد أولت الدولة اهتمام كبير بذلك كما أشرنا سابقا بالاهتمام بالصحة وليس هذا فقط بل اهتمت الدولة بملف التعليم ماقبل الجامعى والجامعى أيضا وان كانت هناك العديد من العقبات والمشكلات إلا أن الدولة تحاول جاهدة للوصول إلي منظومة تعليمية عالمية تؤهل أبنائنا وبناتنا لسوق العمل كما أن تنمية المهارات والموارد البشرية وإعداد القيادات في مختلف قطاعات الدولة كان له أهمية كبيرة فتم انشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب .
قامت الدولة بالعمل أيضا على توطين صناعة الأدوية بإنشاء مدينة الأدوية وكذا توطين الصناعات العسكرية
وعلى الصعيد السياسي نرى أن مصر أصبحت دولة لها كيان عظيم ودور كبير على الساحة الإقليمية والدولية
هناك الكثير والكثير مما نفتخر به ونسعد بسردة ولكن يستوقفني أن أشير إلى نقطتين أساسيتين أن هناك موروث ثقيل من المشكلات وهناك تحديات كبيرة وان المواطن المصري ساهم ومازال يساهم فى هذا البناء والتطوير والتنمية تحمل ومازال يتحمل الكثير فى ظل الظروف الصعبة والتى ازدادت صعوبة فى ظل جائحة فيروس كورونا المستجد وما أصاب العالم كله تدهور في المنظومة الصحية وأثر بشكل كبير على اقتصاديات الدول إلا أن واقع هذه الأزمة أثبت لنا أن دولتنا ثابتة على أرض صلبة فاستطعنا بالتعاون مع المجتمع المدني وتكاتف أبناء الوطن ومؤسساته أن تمر علينا الموجة الأولى والثانية والثالثة بأقل الخسائر المتوقعة .
نحو جمهورية جديدة تم التخطيط لها منذ اللحظة الأولى ويستمر العمل لها وسيعلن أن شاء الله عنها فى افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة كما تعهد السيد الرئيس ونتوقع المفاجآت الجديدة حينئذ من حزمة تشريعات تتناسب مع الجمهورية الجديدة وتأهيل أكثر لمن سيقومون بالبناء والتنمية ليتناسب السرعات فى العمل لتحقيق الأهداف وصولا لجمهوريتنا الجديدة .
حفظ الله الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: