آدم وحواءبقلم رئيس التحرير

ابراهيم البسيونى يكتب وبالصور ** بعد فتاة قصر النيل.. هل أصبح الانتحار ظاهرة فى مصر؟

شنق وانتحار
شنق وانتحار

من الملحوظ تزايد حالات الانتحار فى الفترة الأخيرة فى مصر، كان آخرها انتحار فتاة بالقفز من أعلى كوبرى قصر النيل أمس الإثنين، وانتحار طالب جامعى بالقاهرة، مساء الأحد الماضى مشنوقا “بحبل غسيل”، كما شهدت الأيام القليلة الماضية حالات مشابهة فى محافظات مختلفة بالجمهورية، بالإضافة إلى الحالات التى تقدم على الانتحار وتفشل، الأمر الذى يجعلنا نفتح ملف الانتحار من جديد.

فتاة قفزت فى النيل تحت ضغط

نفسى.. وشاب لم يستطع العيش

بدون حبيبته فشنق نفسه!

التحرش قد يدفع الضحية للانتحار..

والمرض النفسى ليس وصمة عار

غياب القدوة وعدم التدين وراء زيادة

معدلات انتحار بعض الشباب فى

الفترة الحالية

وسنبدأ بإسقاط الضوء على دائرة صغيرة فى قلب القاهرة وهى منطقة الكورنيش الممتدة من ماسبيرو مرورا بكوبرى قصر النيل إلى دار الأوبرا، والتى شهدت حالتى انتحار لفتاة وشاب فى مقتبل عمريهما، الأيام الماضية، الملابسات والدوافع وطبيعة اغتيال النفس، بعد ذلك ننتقل إلى أبحاث ودراسات تطرقت للانتحار بشكل علمى، تعريفه وأسبابه وخريطته على مستوى العالم عموما ومصر خصوصا واليوم العالمى للانتحار وغير ذلك.

عقود طويلة وكوبرى قصر النيل يمثل “قبلة” العشاق ومكان لقاء الأحباب؛ فعندما تسير عليه لا تشاهد سوى الشاب وبيده الفتاة، وفى أيديهما الورود الحمراء والهدايا، ولكنه فى الأيام الماضية تحول إلى مكان للانتحار والتحرش وانتشرت عليه البلطجة والمسجلون خطر والباعة الجائلون، مما كان له السبب المباشر فى عزوف الشباب عن التوجه إليه.

فتاة النيل

حالات الانتحار التى ارتبطت بالكوبرى الشهير كانت آخرها قيام “سمية. ر”، 19 سنة، طالبة، بالتخلص من حياتها أمس الأول، حيث قفزت من أعلى كوبرى قصر النيل فى المياه، وجرفتها الأمواج، وانتقل رجال شرطة المسطحات المائية للبحث عنها وانتشال جثمانها، وكشف شهود العيان أعلى الكوبرى وجود إحدى صديقاتها التى أكدت أن المنتحرة مقيمة بمنطقة السيدة عائشة، وتعانى من حالة نفسية سيئة خلال الفترة الأخيرة، فأقدمت على الانتحار، وقال آخرون إن أحد الشباب قام بالتحرش بها مما دفعها للهروب منه والصعود على السور الحديدى وهو ما تسبب فى سقوطها ومصرعها.

 

شنق نفسه بسبب حبيبته

وكانت الواقعة الأشهر ما شهده الكوبرى من واقعة تخلص شاب من حياته، حيث قام بربط عنقه بحبل وعلق نفسه بسور كوبرى قصر النيل ليتدلى منه منتحرا، وذلك بسبب عدم قدرته على تدبير نفقات الزواج من حبيبته التى ترك لها خطابا فى موقع الحادث قال فيه إنه يستطيع ترك الدنيا لكنه لا يستطيع الحياة بدونها.

بدأت أحداث الواقعة المثيرة ببلاغ تلقته فرق الإنقاذ النهرى بالقاهرة تفيد بقيام شاب بشنق نفسه على سور كوبرى قصر النيل؛ فانتقلت قوات الانقاذ النهرى إلى مكان البلاغ وتم رفع جثته التى كانت معلقة فى سور الكوبرى وتبين أنها مصابة بجرح فى الرقبة ناتج عن التفاف الحبل.

وتبين من تحريات المباحث أن المجنى عليه يدعى عمرو موسى، 30 سنة، ومقيم بمنطقة ميت عقبة بمحافظة الجيزة، وأضافت التحريات أن القتيل قام بخطبة إحدى الفتيات منذ عامين لكنه لم يستطع تدبير نفقات الزواج وإحضار شقة لإتمام زفافه عليها، فقام بالتوجه إلى كوبرى قصر النيل ونفذ جريمته.

وعثر رجال الإنقاذ على خطاب تركه الشاب أعلى الكوبرى لحبيبته “منى” يفيد أنه قرر الانتحار بعدما عجز عن الزواج بها، بسبب ضيق حالته المادية ومروره بحالة نفسية سيئة.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة تحت إشراف المستشار ممدوح وحيد، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، عن مفاجأة كبيرة فى حادث انتحار الشاب الذى قام بشنق نفسه أعلى كوبرى قصر النيل، حيث تبين أن الشاب متزوج منذ 11 عاما من سيدة تكبره بأكثر من 12 عاما ولا تنجب، وأنه تزوجها دون الرجوع إلى أسرته وما زالت فى عصمته حتى قبل انتحاره.

وأدلى شقيق الشاب المنتحر واسمه مسعد موسى عبد اللطيف، 33 سنة، عامل بمحطة بنزين ومقيم بكرداسة، بأقواله أمام محمد عبد الشافى، رئيس نيابة قصر النيل الذى تولى التحقيق فى الحادث، وقال إن شقيقه المنتحر عمرو حضر إليه منذ شهر تقريبا وطلب منه باعتباره أحد أشقائه الكبار التوجه معه لخطبة فتاة صغيرة السن تدعى منى، وهى فى العشرينيات من عمرها، وأعلن رغبته فى الإنجاب والتمتع بحياة زوجية جديدة مع تلك الفتاة التى عاش معها قصة حب عنيفة.

وأضاف فى تحقيقات النيابة أنه حضر إليه مرة أخرى بعد أيام عدة، وقرر له تأجيل زيارة أهل الفتاة وعلم منه أن اهلها رفضوا التقدم لابنتهم وأن هناك حالات شد وجذب بين أهل الفتاة انتهت برفضهم خطبته، حتى فوجىء من الصحافة والتليفزيون بواقعة الانتحار. وأكد شقيق الشاب عدم معرفته بأى بيانات عن الفتاة أو محل سكنها.

أستاذ أزهرى: الاهتمام بالمرض النفسى يقلل فرص الانتحار

وأكد الدكتور محمود عبد الخالق دراز، الأستاذ بجامعة الأزهر والداعية الإسلامى، أن زيادة انتحار بعض الشباب فى الفترة الحالية هو ناتج عن غياب القدوة وعدم التدين، لافتًا إلى أن الشباب فى الفترة العمرية من 17 إلى 27 عاما يمرون بتغيرات فسيولوجية ولا يجد الشاب من يسد حاجاته ومن ثم يلجأ للانتحار.

وكشف أن الإقبال على فكرة الانتحار ترجع إلى ضعف الوازع الدينى عند المنتحر، مضيفًا أن هناك عناصر أخرى تسهم فى ترسيخ فكرة الانتحار لدى المنتحر، منها أن يكون المنتحر يعانى من عدد من المشكلات النفسية بعد أن تأكد أن ليس لها حلول، وأن الحل الوحيد لهذه المشكلات هو الانتحار.

وأوضح أن غياب الرعاية الأُسرِية السليمة وتراجع القيم الدينية وغياب القدوة الذى يمثل الصبر والقوة وتحمل المسئولية فى الأسرة والعمل والمحيطين بالمنتحر، وغياب الصديق الحقيقى الوفى الذى يقف بجواره فى وقت الشدة يسهم بشكل كبير فى شعور المنتحر بالوحدة ويدفعه للتخلص من حياته.

وأوضح أن انتحار الشباب ينتج عنه معاقبة من قصر فى حقه فى الآخرة، مؤكدا على حتمية الاهتمام بالمرض النفسى؛ لأن بعض الناس مقصر فى علاج المرض النفسى لرؤيتهم إياه وصمة عار.

التحرش أحد دوافع الانتحار

تحول كوبرى قصر النيل الشهير إلى ساحة تحرش جماعى من جانب عشرات الأطفال والصبية الذين يتجمعون طوال العام على شكل مجموعات فى مداخل محطة مترو الأوبرا لاستقبال الفتيات القادمات إلى منطقة وسط البلد للاحتفال بالأعياد أو التجول على الكورنيش.

وقال مصدر أمنى مطلع بوزارة الداخلية أن منطقة كوبرى قصر النيل ومنطقة كورنيش النيل حتى ماسبيرو مازالت تعانى من انتشار حالات التحرش والبلطجة وانتشار الباعة الجائلين .

موضحا أن ظاهرة التحرش الجنسى بهذه المناطق تبرز فى الأعياد، نظرًا لاكتظاظ الكورنيش بالمواطنين، وفى الساعات المتاخرة من الليل حيث يعتبرها المتحرشون الموسم الأكبر لهم .

وأوضح المصدر أن قوات الشرطة بالتنسيق مع إدارة مكافحة العنف ضد المرأة ترصد بشكل يومى العديد من حالات التحرش بمنطقة الكورنيش بدءًا من مبنى ماسبيرو وحتى كوبرى قصر النيل، وهى الجرائم التى يتورط فيها صبية تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات وحتى 12 سنة يتحرشون بالنساء والفتيات.

وكشفت العقيد منال عاطف، من إدارة متابعة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، أن الوزارة قامت بإنشاء كيان شرطى لمواجهة وحل ظاهرة التحرش ضد المرأة، موكدة أن الإدارة كان لها دور كبير فى مساندة الحالات التى تعرضت للتحرش والاغتصاب خلال الفترة الماضية.

وأوضحت عاطف أن دور إدارة متابعة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية لم يتوقف عند الوقوف بجانبهن بعد الأزمة، ولكن الأمر امتد إلى الدعم النفسى لهم لعودتهن للحياة بشكل طبيعى دون أى آثار سلبية، مؤكدة أن وزارة الداخلية حريصة على التنسيق مع الكيانات الرسمية وغير الرسمية لمواجهة هذه الجرائم.

وأكد المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية المصرى أن 62.6% من ضحايا التحرش والاعتداء الجنسى لا يتجاوز عمرهم الـ20 عاما، ونصفهن من الأطفال ما دون الـ15عاما، وذكر المركز أن نسبة الآنسات فى قائمة الضحايا بلغت نحو 75%، ونحو 40% منهن أميات، أما الجناة فغالبيتهم لم يسبق له الزواج.

قانون التحرش الجديد

القانون الجديد الذى أقرته الحكومة نص على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد عن 5000 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل، بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 5000 جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجانى من خلال الملاحقة والتتبع للمجنى عليه.

الانتحار.. أبحاث ودراسة وخرائط وتحديات

التخلص من الحياة ليس قرارا هينا، بل يحتاج قوة وصلابة، تدفع الكائن الحى إلى اتخاذ قرار بإنهاء حياته، أو ربما يحتاج غيابا تاما للعقل، يساعد الإنسان على اتخاذ مثل هذه الخطوة، التى يقرر فيها أن يضع حدا لحياته، يختار توقيت وشكل تلك النهاية بنفسه، لآماله وآلامه، وسعادته، وأحزانه، على حد سواء.

تعريف الانتحار

التعريف العام للانتحار يتلخص فى إنهاء المرء حياته برغبته وإرادته الكاملة، ووضع نهاية لها، دون التفكير فى عواقب الإقدام على هذا الفعل على الآخرين، ويعرف علماء النفس الانتحار بأنه الاتجاه العمدى للقيام بفعل يؤذى الإنسان نفسه من خلاله، ويتسبب فى إنهاء حياته، لكن علماء النفس ذهبوا إلى اختيار المنتحر للأساليب الأشد إيلاما، كون الدافع الأكبر للانتحار هو اليأس، طبقا لوجهة نظرهم.

الذكور أكثر إقداما على الانتحار من الإناث:

وتؤكد دراسة أجريت فى إحدى الجامعات البريطانية أن الإقدام على الانتحار قرار شائع بين الرجال أكثر منه بين السيدات والفتيات، وأكدت الدراسة أن المرأة لديها القدرة على التعامل مع الواقع بصورة أكبر من تلك التى يمتلكها الرجل، على العكس من الفكرة الشائعة بأن السيدات لا يستطعن التعايش مع الحياة بظروفها القاسية.

وأوضحت الدراسة نفسها أن السيدات والفتيات أكثر صبرا فى التعامل مع الأزمات والمشكلات، سواء المجتمعية أو النفسية أو حتى الجسدية، الأمر الذى يجعلهن أكثر تمسكا بالحياة، خصوصا أن لديهن نزعة “العناد” أكثر من الرجال، ولفتت الدراسة إلى أن مشاعر المرأة تجعلها أكثر ارتباطا بالمحيطين بها، سواء أسرتها أو أصدقائها، الأمر الذى يصعب فكرة الانتحار على السيدات.

علاقة السن بقرار الانتحار:

قال الدكتور هشام بحيرى، أستاذ علم النفس، إنه ليس ثمة علاقة مباشرة بين عمر الإنسان، واتخاذه قرارا بالانتحار، لكن الظروف المحيطة بالإنسان هى الدافع الأكبر وراء اتخاذ مثل هذا القرار أو التفكير فيه، مضيفا أن اختلاف الظروف الحياتية باختلاف العمر، هى ما يجعل الأمر يبدو وكأن هناك رابطا ما بين السن وقرار الانتحار.

وأشار بحيرى إلى أن فترة الشباب فى عمر الإنسان، التى من المفترض أن يحياها بصخبها، ونشاطها، وتفاعلاتها المختلفة، تتطلب من الشاب القيام بعدد من الأعمال، والوفاء بالكثير من المتطلبات، التى غالبا ما تكون دافعا وراء الإقدام على الانتحار، خصوصا فى حالة عدم قدرة الإنسان على الوفاء بمتطلبات الحياة فى مثل هذه المرحلة، أو شعوره بالعجز عن القيام بما يجب القيام به فى مثل هذا التوقيت.

ولفت أستاذ علم النفس إلى أن فترة المراهقة هى ثانى أكبر المراحل التى يتعرض الإنسان فيها للتفكير فى الانتحار، خصوصا فى الوقت الذى تطرأ تغيرات سريعة عليه، حيث يفشل البعض فى التعامل مع تلك التغيرات، خصوصا فى البلدان التى يتفشى فيها الجهل، موضحا أن البعض يصاب بالاكتئاب، لاسيما هؤلاء الذين يفضلون الانعزال عن المجتمع والناس فى هذه الفترة، وهو ما يؤدى إلى التفكير فى التخلص من الحياة.

الانتحار والأمراض النفسية والعقلية:

قالت الدكتورة نهى الدالى، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إن هناك علاقة وثيقة بين الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية، وبين الانتحار، وأضافت أن الاضطراب العقلى غالبا ما يكون سببا فى إقدام الشخص على إنهاء حياته، وأشارت إلى أن المضطربين نفسيا غالبا ما يقدمون على طرق صعبة للانتحار، ويكونون أكثر ميلا لإيذاء أنفسهم.

ولفتت الدالى إلى أن نسبة تسبب الأمراض، والاضطرابات النفسية فى الانتحار تتراوح ما بين 27% إلى أكثر من 90%، وتابعت: “ليست جميع الأمراض النفسية دافعا للانتحار، وهناك بعض الأمراض النفسية مثل انفصام الشخصية، أو اضطراب الشخصية، أو اضطراب ما بعد الصدمة، تكون دافعا للانتحار أكثر من غيرها من الأمراض النفسية الأخرى.

الانتحار فى الديانات:

تطرقت الأديان السماوية الثلاث فى أكثر من موضع إلى قتل النفس أو الانتحار، وأجمعت على تحريم هذا الفعل، حيث حرم الإسلام قتل النفس، وهو ما جاء فى نص قرآنى صريح، فى قول الله تعالى: “وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”.

وفى المسيحية، يعد الانتحار مخالفا للقواعد الدينية، ووفقا للكتاب المقدس، فإنه إذا أقدم الشخص على الانتحار سيكون مصيره جهنم، لرفضه الخلاص، والإيمان بيسوع المسيح، كذلك لأن المسيحية كالإسلام، تؤكد أن حياة الإنسان ليست ملكا له، بل إن الله وحده هو الذى يقرر كيف، ومتى يموت الشخص، وإقدام الشخص فى المسيحية على الانتحار يعنى أنه يأخذ سُلطة القرار فى يده، وهو ما يراه رجال الدين المسيحى “تجديفا على الله وفقا لتعاليم الكتاب المقدس”.

كذلك تعتبر اليهودية الانتحار أمرا محرما تماما على معتنقيها، يعاقب عليه الرب، بسبب تخطى اليهودى لحدوده، بتصرفه فى حياته كيفما يشاء، ووضع نهاية لها فى الوقت الذى يريده، وهو ما ليس من حقه.

موقع مصر فى خريطة نسب الانتحار العالمية:

ترتفع نسب الانتحار فى الوطن العربى عموما، وفى مصر خصوصا بمرور الوقت، وهو ما يبدو واضحا فى الإحصائيات والدراسات، التى أجرتها منظمة الصحة العالمية، حيث جاءت مصر فى المركز 96 على مستوى العالم، من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار، فى عام 1987، وبدأت الإحصائيات تتزايد بمرور السنوات، حتى بلغت حوادث الانتحار ارتفاعًا نسبيًا منذ عام 2007 إلى عام 2010، حيث بلغت 614 حادث انتحار عام 2007، و713 حادثًا عام 2008، و917 عام 2009، وتصاعد الرقم إلى أكثر من 1300 حادث انتحار فى عام 2010.

 

وعن العام الحالى، ظهرت دراستان مختلفتان، الأولى تقيم نسب الانتحار فى مصر خلال النصف الأول من عام 2014، وتؤكد أنها كانت عالية، وتسير على نفس منوال الارتفاع الذى وقع منذ 2007 حتى 2010، بينما أفادت الدراسة المتعلقة بالنصف الثانى من العام بتراجع نسب الانتحار فى مصر بوجه عام، وأرجعت السبب فى ذلك إلى أن “الشعب المصرى محب للحياة”، وأيضا إلى أن النظام الحالى استطاع خلق حالة من الاستقرار فى المجتمع، عادت على المواطن بشكل كبير.

مكافحة الانتحار عالميا:

تزايد حالات الانتحار عالميًا، وظهور إحصائيات تؤكد أن أكثر من مليون شخص يقدمون على قتل أنفسهم كل عام، وهى نسبة تفوق معدلات الوفاة الناتجة عن جرائم القتل العمد والحروب، ووجود تقارير لبعض المنظمات العالمية تشير إلى أن شخص واحد على الأقل يحاول التخلص من حياته كل ثلاث ثوان، جعل منظمة الصحة العالمية تختار يوما احتفاليا كل عام، لمواجهة الانتحار حول العالم، واختارت المنظمة 10 سبتمبر ليكون اليوم العالمى لمحاربة الانتحار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: