آدم وحواءاهل الفن

ابراهيم البسيونى يكتب ما لا تعرفه عن حياة الشحرورة وزيجاتها وهل شرب الزعماء العرب الخمر فى حذائها ولماذا كرهنا صباح ؟

176192صباح، شحرورة لبنان، صاحبة التراث الكبير في عالم الغناء، والحكايات التي لا تنتهي في الوسط الفني، والأسطورة التي لن تتكرر، رحلت اليوم فجرا، عن عمر يناهز 87 عاما، تاركة الذين أحبوها والذين انتقدوها، الذين وقفوا جوارها لآخر لحظة، والذين تاجروا بها، وراء ظهرها، ملبية نداء ربها.

حصر تراث صباح قد يطول، بين أفلام وأغانٍ ولقاءات تليفزيونية وحوارات صحفية، إضافة لما تركته وراءها من سيرة شخصية لافتة، كانت محل اهتمام جمهورها على الدوام، خاصة زيجاتها التيب تعددت

ولدت جانيت جرجس الفغالي، وشهرتها صباح، في 10 من أكتوبر عام 1927، في وادي شحرور، ودرست بمدرسة القلب الأقدس في الجميزة.

دخلت عالم الفن صغيرة في لبنان، واشتهرت محليا، حتى استطاعت لفت انتباه آسيا داغر، المنتجة السينمائية لبنانية الأصل، والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى قيصر يونس، وكيلها في لبنان، لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق أن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول، على أن يرتفع السعر تدريجيًا.

حضرت صباح إلى مصر، برفقة والدها ووالدتها، ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكُلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا، ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وخلال تلك الفترة، اختفى اسم جانيت الشحرورة، وحلّ محلّه اسم صباح، في فيلم “القلب له واحد”.

ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها، وتلقينها أصول الغناء، لأن صوتها الجبلي كان لا يزال معتادًا على الأغاني المحلية ذات الطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.

وعُرف عن صباح، منذ بدايتها، حبّها الشديد للجمال والأزياء، وكانت دائما ما تقول: “أتمنى إن خسرت ثروتي ألا أخسر جمالي وأناقتي”.

عن مسيرتها الفنية وزيجاتها

قدمت صباح 83 فيلما، بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد على 3000 أغنية.

وتعتبر ثاني فنانة عربية، بعد أم كلثوم، في أواخر الستينيات، تغني على مسرح الأولمبيا في باريس، مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى، مثل أرناجرى في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وقاعة ألبرت هول في لندن، وكذلك مسارح لاس فيجاس، وغيرها.

وشاركت صباح أيضًا في الكثير من المهرجانات، مثل: بعلبك، جبيل، بيت الدين.

ومن المسرحيات التى قدمتها:

• موسم العز، من أعمال الرحابنة، بعلبك 1960.

• دواليب الهوا، من أعمال الرحابنة، بعلبك 1965.

• القلعة، من أعمال الرحابنة، بعلبك.

• الشلال، من أعمال الرحابنة.

• ست الكل، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة 1973.

• حلوة كثير، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة 1977.

• عصفور سطح.

• فينيقيا، من أعمال روميو لحود.

• شهر العسل، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة.

• ست الكل.

• الأسطورة 1.

 

من أفلامها:

* القلب له واحد ١٩٤٥، مع أنور وجدي.

* أول الشهر ١٩٤٥، مع حسين صدقي و فاتن حمامة وحليم الرومي.

* عدو المرأة ١٩٤٦، مع محمد فوزي.

* أول نظرة ١٩٤٦، مع برهان صادق.

* بنت الشرق ١٩٤٦، مع محسن سرحان.

* سر أبي ١٩٤٦، مع أنور وجدي.

* ليلة بكى فيها القمر ١٩٨٠، مع حسين فهمي.

 

وتزوجت صباح من نجيب شماس، طبيب يعيش في الولايات المتحدة، وهو والد ابنها صباح، وعازف الكمان أنور حسن، والد ابنتها هويدا، والمذيع أحمد فراج، والفنان رشدي أباظة، الذي دام زواجه بها 24 ساعة فقط، لكنها اعتبرته الزوج الأفضل في حياتها، والنائب السابق يوسف حمود، والفنان الراحل وسيم طبارة، والفنان فادي لبنان، وعمر محيو، ملك جمال لبنان، ثم جوزيف غريب.

وكان أول زواج للفنانة صباح، في عمر 19 سنة، عندما تزوجت نجيب شماس، والد ابنها، وانفصلت عنه لرفضها الانصياع لأمره لها بعدم السفر لمصر، في حين أصرت هي على السفر لتصوير فيلم “سيبوني أحب”.

بعد طلاقها من نجيب الشماس، وافقت صباح على الغناء في ملهى طانيوس في عالية، وكانت تسعى إلى أن تكون إطلالتها مفاجأة للناس، والمهتمين بشؤون الفن، وكانت المرة الأولى التي تتحمل مسؤولية عملها الفني كاملة.

في هذه الفترة، سرت شائعة حب ربطت بينها وبين أحد أثرياء العرب، وبالفعل لم يطل الأمر، حتى تزوجت صباح من الثرى الكويتي الشيخ عبد الله المبارك، لمدة شهر واحد، قبل أن ينفصلا، لرفض صباح اعتزال الفن، بناءً على طلب زوجها.

بعد ذلك، تزوجت صباح من خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، وانفصلت عنه أيضا بعد عدة أشهر، لاعتراض عائلته على الزواج.

انتقلت صباح مجددا إلى القاهرة، ليتزاحم عليها نجوم السينما الشباب، وكبار المخرجين، وتعرفت على أنور منسى، عازف الكمان المعروف، الذي أنجبت منه ابنتها هويدا، ولإدمانه السهر وإهماله البيت، انفصلت عنه.

ثم تزوّجت بعد ذلك المذيع أحمد فراج، الذي طالبها منذ اليوم الأول للزواج بعدم القيام بأدوار ساخنة في السينما، كما كان يحتج على سهراتها ونمط حياتها، وعندما لم تستجب له، طلّقها.

وبعد طلاقها من فراج بساعات، تزوجت من الفنان رشدى أباظة، ومثلما تم الزواج سريعا، وقع الطلاق بعد 24 ساعة، حيث كان رشدى مرتبطًا بالراقصة سامية جمال، وفي أثناء تصوير فيلم “إيدك عن مراتي”، الذي كانت صباح بطلته، أعجب بها رشدي، لكنه كذب عليها بشأن انفصاله عن سامية جمال، وبعد 15 ساعة من الزواج، سافرت صباح إلى المغرب حيث اتصلت بها شقيقتها سعاد، وأخبرتها أن سامية لا تزال على ذمة رشدي، وعندما واجهت زوجها بهذه الحقيقة، لم ينكر، فانفصلت عنه. ووقتها قيل كلام كثير، بشأن الانصال، منه أن نجلها صباح كان يعارضه، إضافة لتضرر مصالحها كفنانة.

بعد ذلك تزوجت صباح المليونير اللبناني يوسف حمود، سنة ونصف، وبعد عام من انفصالها عنه، تزوجت الفنان وسيم طيارة، وكانت أطول زيجة لها من الشاب فادي حيث استمرت 17عامًا.

وأخيرًا تزوجت جوزيف غريب، كوافير الشعر الخاص بها منذ ١٧ عامًا، ودخلت موسوعة جينيس كأكبر عروس، كونها كانت تبلغ ٨٥ عامًا.

كيف وصفت صباح أزواجها؟

وصفت صباح كل زوج من أزواجها بجملة:

نجيب الشماس “ابن عائلة، فارق العمر بيننا كان سبب الانفصال”.

أنور منسي “كمنجاتي خطير ومهم، يحب السهر فكان الطلاق”.

رشدى أباظة “يجنن، رجل، يحب الشرب ويغار من الشهرة”.

يوسف حمود “أحببته كثيرًا، رجل شهم، كريم وعرفت مقامه وقيمته بعد انفصالنا”، وأكدت الصبوحة أنه أخبرها ذات يوم: “حبك مش رح يروح مني حتى الموت” مشيرة إلى أن أسباب خاصة جدًا كانت سبب الطلاق، خصوصا بعد أن أصبح نائبًا.

وسيم طبارة “ذكي جدًا، هو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عشت معه أجمل الأيام، كان ناعمًا معي وليس وقحًا، كان خائنًا من ناحية السيدات، يحب فعل الخيانة قبلي ومعي وبعدي”.

فادي لبنان “دمه خفيف، لم يؤذني بكلمة، وكان خائنًا، وكل رجل يحب الخيانة حتى لو كان زوجًا لصباح”.

 

زوج‭ ‬الشحرورة‭ ‬يفجر‭ ‬قنبلة‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل

فجر فادي لبنان، فضيحة من العيار الثقيل، لدى ظهوره لبضع دقائق في برنامج “للنشر” الذي يبثه تليفزيون “الجديد”، حيث كشف بعض التفاصيل المثيرة عن صباح، وقعت منذ 18 عاما، ووعد بنشرها، بعد اتهامه بنهب عقاراتها في المسلسل الذي أنتج عن حياتها‭.‬

من بين هذه التفاصيل، قصة شراء الرئيس اللبناني الراحل، رفيق الحريري، صور زعماء عرب، احتسوا الخمر في حذاء الصبوحة.

واعترف فادى، أنه تزوج الصبوحة رغم أنها تكبره سنا قائلا: “كان عمري 19 عاما، وعمرها 60، حين أعلن زواجنا”، مشيرا أن الهدف كان العمل فقط، مؤكدا أنه لم يأخذ قرشا منها، وإن كان قد حصد شهرة لاقتران اسمه باسمها، وتابع: ‬‮: “الفضل‭ ‬يعود‭ ‬لها‭ ‬فى ‬تحسن‭ ‬وضعي‭ ‬المالي”.‬

وأنكر فادي ‬تماما ج ‬قصة‭ ‬ضربه‭ ‬لصباح، قائلا: ‭‬‮”‬الصبوحة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك”،‬‭ ‬ووصفه‭ ‬صباح‭ ‬بأنها‭ ‬امرأة‭ ‬شفافة‭ ‬ومميزة‭ ‬وعملاقة‭ ‬ولم‭ ‬تؤذ ‬أحدا‭ ‬بكلمة‭.

لماذا كرهنا صباح

لم تكن صباح أكبر الموجودين سنا على الساحة الفنية أو السياسية، ومع ذلك كان الجميع ينتظرون رحيلها، ويتداولون من حين لآخر، خبر وفاتها، ثم يُمصمصون شفاههم في حسرة وحقد، عندما يتأكّدون أنها مجرّد شائعة! قبل أن تأتي في أعقاب ذلك، مرحلة السخرية من تشبّثها بالحياة، وإعادة إنتاج شائعات زواجها للمرة المش عارف كام!

ولا يوجد تفسير لذلك سوى أننا أعداء للحياة!
أعداء للحيوية التي كانت صباح تجاهد للتشبث بها لآخر نَفس، أعداء للحظات التواصل التي كانت تسعى للاستدفاء على وهجها، أعداء لكل من يحاول رفع رأسه فوق الموج، وتنفّس هواء نظيف غير مشبّع بالسياسة والنفاق والمصالح الشخصية!
لم تكن صباح، في آخر أيّامها، طرفا في أي معادلة سياسية، أو خصما لأي أحد، كانت جدّة عجوزا طيّبة مهتمة بنفسها قليلا، وتخاف الوحدة، فاستكثر عليها الناس ذلك. وعاقبوها في مخيلاتهم وعلى صفحات جرائدهم ومواقعهم بالموت ألف مرة!
اقتات الجميع على مائدة صباح الفنيّة، وأشبعوها تقليدا ونحتا وسرقة، والتقطوا الصور بصحبتها، وحرصوا على زيارتها في المستشفى لتتصدر صورهم المواقع الإلكترونية، واستضافوها في برامجهم التليفزيونية، ومع ذلك لم يكفّوا عن ترديد الشائعات بخصوصها، وانتظار لحظة رحيلها!
اليوم، أراحت صباح صفوف المنتظرين رفعها الرايةَ البيضاء، وكفّت عن التغريد، قبلت صفقة الموت الصعبة، وأسلمته قيادها، ومضت معه بهدوء، لتبدأ فصلا جديدا من حياتها، بلا شائعات، ولا طامعين، ولا فلاشات تصوير.
اليوم، وُلِدَت صباح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: