مقالات القراءمقالات واراء

أبي يطعمني الخيانه ويسقيني الكراهية /بقلم عبدالعزيزمكي

عبدالعزيز مكى يكتب
” أبى يطعمنى الخيانة ويسقينى الكراهية “
أتخيله إبن العشرين ربيعاً يافع القد قوى الساعد سوىِ واعد متفتح العقل منفتح قلبه منشرح صدره ناصع الطوية نقى السريرة يعشق الوطن والأهل فى كل الأوقات مستبشر بكل ما هو آت .. عندما يتخرج طبيباً حبيباً يداوى العلل بدآب دون كلل أوملل .
أبوه عبوس متجهم تلقى عليه السلام فلا تكاد تسمع له رداً مادمت أنت من غير فصيله , ساعة حاجته إليك أو على الأخص حاجته لصوتك يأتيك ضاحكاً وعيناه تبغضك , وعندما تتحقق له المآرب فلا يراك ولا يسمع لك صوتاً فلا أنت منهم ولا أنت فيهم .
الإبن يقرأ التاريخ يتحسس الكنوز يعرف عن الرموز فيوقن أن الزعيم جمال عبدالناصر زعيماً وطنياً مخلصاً شيد البنيان فى كل المجالات فى كل مكان وإستعصى بنيانه على معاول الهدامين المرجفين غير المنصفين .
الأب يرى الزعيم الخالد قاتلاً سفاحاً حالت إرادة السماء دون أن يقتلوه فجعلوه قاتلهم خابت كل دسائسهم ومؤامراتهم عليه فجعلوه خائناً متأمراً عليهم .
الإبن يوقن أن الزعيم أنور السادات زعيماً مؤمناً جسوراً ملهماً حقق النصر حرر الأرض وأطلق الحريات وأحب شعبه من كل قلبه فإستحق بحق أن يكون بطل الحرب والسلام حبيب كل الأسوياء من الأنام .
الأب يرى الزعيم البطل كافراً كفراً بواح ودمه مباح عملاً بفتاوى الأسياد الأبعاد وكان له ما أراد .
مات السادات ليحيا وهم عاشوا كثيراً وعاثوا كثيرا وهم كانوا ولا يزالوا موات شر أموات .
الإبن يقدس الوطن يحمى حماه يحب أهله وثراه .
الأب يرانا أناس يكفرون ويعيشون على أرض ترابها نجس فلنذهب بها سوياً إلى الجحيم .
الإبن يهلل لإنتصارات ونجاحات الوطن وأبنائه فى كل المجالات .
الأب يهلل للنكسة وينكس النصر ويحتفل بالهزائم ويسفه ذكرانا ويبارك فوز غانا !!! .
الإبن يعود بالذاكرة يوم أن نجح فى الثانوية العامة وحصل على أعلى الدرجات يهاتف أباه مبشراً إياه فيرد أبوه محققاً لا مباركاً هل حصلت بنت خالك او إبن خالتك على درجات أكثر منك فيجيب الإبن لا بعدها يهلل الأب على هذا الحمد لله .
لم يستغرب الإبن هذا التصرف من أبيه فقد إعتاده منه على الدوام يحرضه أن ينتزع من الناس أسرارهم ولا يفضى إليهم بسره أبداً ولا يعلمهم شئ يعلمه ولا يصدق ما يقولون ولا يمنحهم ثقته أبداً ولا محبته الجميع كانوا من كانوا أقارب .. أقران .. أوجيران .
الإبن يسأل بحسرة ومرارة يا أبتى أقرأ على الحوائط والجدران سيسى خائن قاتل عميل أمريكا وإسرائيل .. الشرطة قتلة بلطجية .. القضاء … وأن وأن … فهل هذا معقول وماذا أبقيتم للوطن من الثوابت ومن الثقات ؟
ولحساب من تحرقوه وتقتلوه ؟
يا أبتى أنتم القتله أنتم العملاء وقد فرطتم وأفرطتم فى سفك الدماء .. قتلتم التاريخ والجغرافيا .. قتلتم كل الأشياء .
صرخ بها قلبه وعقله وضميره وكل كيانه ولم ينطق بها لسانه .
الإبن تنهد الصعداء وهو يعلم الحقيقة علم اليقين فقد قرأ ما تيسر له من كتب العلم فى كليته وعرف أن هناك ضمن الأمراض النفسية مرض الإسقاط ويعنى أن كل مافيهم من العيوب يقذفوا بها غيرهم باطلاً وزوراً وقد رأى بياناً عملياً على الأرض يجسد ذلك .
وقد عرف أيضاً مرض الإنكار الذى أصابهم فراحوا يلبسون الحق بالباطل وينكرون الحقائق كما يتنكرون للحلفاء والأصدقاء سواء بسواء يكذبون عندما يفكرون وعندما يسمعون وعندما يشاهدون ويشهدون ولا يسمعون إلا أصواتهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .
إبتلاهم رب العباد بفعلهم بالإمراض وبدلاً من أن يبحثوا عن الدواء لعلهم يشفوا راحوا يتفننوا فى أن ينقلوا عدواهم الخبيثة للعباد .. قاتلهم الله .
الإبن يقييم الفرائض يتجنب الكبائر يخشى الخالق يتأسى بالنبى الصادق لا ينوى عقوقاً يلوذ بأمه فيجدها بكل أسف تسمع بإذن أبيه ترى بعينه تتكلم بلسانه فذلك مبلغها من العلم والتربية بأن طاعة الزوج واجبة دوماً فى كل الأمور .
فى النهاية أقولها مناشداً علماء الأمة الأخيار وهم بفضل الله كثر ولأمتنا على الدوام ذخر فهم الملاذ والمعاذ أن هبوا لإنقاذ ملايين الأبناء من الشباب من براثن الكراهية ومستنقعات الخيانة … والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: