الجارديان: استمرار روسيا في ضرباتها الجوية يؤكد رفضها لخطة السلام الأوكرانية

             ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن استمرار روسيا في شن هجمات صاروخية مكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك رفضها لخطة السلام التي طرحتها أوكرانيا مؤخرا لإنهاء الصراع المسلح الذي بدأ بين الجانبين في أواخر فبراير الماضي.

وأشار المقال، الذي كتبه الصحفي شوان ووكر، إلى أن روسيا شنت أمس أول الخميس سلسلة من أعنف الضربات الجوية المكثفة على أجزاء عديدة في أوكرانيا والتي استهدفت منشآت الطاقة هناك لكي تتفاقم الأزمة الطاحنة التي تعاني منها أوكرانيا، ولاسيما في ظل أجواء شتوية قارسة البرودة تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وأوضح الكاتب أن الضربات استهدفت مواقع على نطاق واسع يمتد من مدينة لافيف في غرب البلاد إلى مدينة خاركييف شرق البلاد، مشيرا إلى تصريحات قيادات عسكرية في أوكرانيا أن روسيا أطلقت 69 صاروخا تمكنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من إسقاط 54 منها.

وسلط الكاتب الضوء على تغريدة نشرتها وزارة الدفاع الأوكرانية عبر السوشيال ميديا تقول فيها إن الضربات الجوية الأخيرة شكلت واحدة من أعنف الهجمات الصاروخية الروسية منذ بداية الصراع المسلح بين الطرفين في فبراير الماضي.

وأوضح الكاتب أن تلك الضربات الجوية دفعت سكان المناطق المستهدفة إلى الفرار إلى ملاجئ الإيواء في جميع ربوع أوكرانيا حفاظا على حياتهم من تلك الهجمات التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربي في العديد من المناطق.

ويوضح الكاتب أنه منذ توقف القوات الروسية عن إحراز تقدم ملحوظ على الجبهة الشرقية في أوكرانيا ومنذ انسحاب روسيا من مدينة خيرسون بعد إحراز القوات الأوكرانية انتصارات عسكرية قامت موسكو بتعديل استراتيجيتها في أوكرانيا وبدأت في استهداف البنية التحتية لتكبيد الجانب الأوكراني أكبر قدر ممكن من الخسائر ولاسيما خلال فصل الشتاء الذي تنخفض فيه درجات الحرارة إلى نحو 20 درجة تحت الصفر.

ويتناول الكاتب الموقف الروسي بشأن تلك التطورات إذ سلط الضوء على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكد فيها أن موسكو تريد تحقيق السلام وأنها مستعدة للانخراط في مفاوضات سلام بشأن إنهاء الحرب الحالية في أوكرانيا، بينما أعلن مسؤولون روس أن موسكو تقبل الدخول في محادثات سلام شريطة أن تقبل أوكرانيا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي انضمت للأراضي الروسية في سبتمبر الماضي.

ويشير الكاتب في ختام المقال إلى أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي كان قد اقترح في وقت سابق خطة سلام من عشر نقاط لإنهاء الحرب الحالية تتضمن انسحاب روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية وهي الخطة التي أعلنت موسكو عن رفضها لها كما أنها رفضت اقتراح أوكراني آخر بعقد مؤتمر للسلام في الأمم المتحدة خلال شهر فبراير القادم، حيث علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على اقتراح قمة السلام بأنه “مجرد هذيان” وأنه لا يعدو كونه “استعراض إعلامي من جانب واشنطن”.