الشارع السياسى

شيخ الازهر ينشر تعاليم الاسلام السمح من خلال جولات في العالم اجمع

FB_IMG_1472075008950

كتب/عبدالرحمن الشاعر

في ظل الحملة الشرسة الموجهة ضد الإسلام من كل حدب وصوب، كان ضروريا أن يتحرك شيخ الأزهر “على الأرض”، لتوضيح الصورة الحقيقية لرسالة الإسلام، ومحو كل ما يسيء إلى الدين الحنيف، فاتخذ من جولاته العالمية الست في العام الجاري، وسيلة للتواصل مع شعوب الغرب، وتحديدًا الطوائف المسيحية في الفاتيكان التي استمرت القطيعة معهم نحو خمسة أعوام متواصلة، لتسفر زيارته عن انفراجة جديدة في الحوار بينهما.
إضافة إلى الترويج من جديد للأزهر؛ من أجل إعادته لمكانته التي تواجه حملة من الانتقادات الداخلية والعالمية على خلفية تجديد الخطاب الديني وتجاهله لممارسات داعش وعدم تكفيره.
الإمام الأكبر حرص من خلال زيارته لإندونيسيا في فبراير الماضي، ولقائه بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وعددًا من كبار المسئولين وعلماء ودعاة إندونيسيا، على التأكيد الدور الكبير للعلماء في تحصين شباب الأمة، وتوعيتهم بمخاطر الوقوع في براثن الإرهاب، كما أن الحكام عليهم دور في دعم جهود العلماء والحكماء، للتكاتف في مواجهة الفكر المتطرف، موضحًا أن الحكام والحكماء مسئولون أمام الله عن مواجهة الفكر الهدام، بما يحمي شباب المسلمين من الوقوع فريسة لهذا الفكر المنحرف.
“الطيب” بعث أيضا رسالة سلام إلى العالم، في كلمته التي ألقاها في مجلس النواب الألماني “البوندستاج”، فحواها ” الجهاد في الإسلام ليس منحصرًا في القتال الذي هو رد عدوان، والجهاد الأكبر في الإسلام هو جهاد النفس والشيطان ونوازع الشر”، مؤكدا أن ضمن مفهوم الجهاد الشرعي كل جهد يبذل من أجل تحقيق مصالح الناس، وفي مقدمتها الجهود المبذولة من أجل مقاومة الفقر والجهل والمرض، وإغاثة المحتاج، وخدمة الفقراء والبؤساء ومساعدتهم.

6 جولات عالمية لـشيخ
فيما كانت زيارة الدكتور أحمد الطيب للفاتيكان، هي الأبرز، حيث شهدت الجولة قمة تاريخية هي الأولى من نوعها، بلقاء ثنائي عقد بين الإمام الأكبر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالمقر البابوى، وركز اللقاء على تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض.
واتفق الطرفان على استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان، والعمل معًا لمكافحة الفقر والتطرف والإرهاب، كما اتفق “الطيب” و” فرنسيس” على عقد مؤتمر دولي للسلام يجمع المسلمين والمسيحيين لتبنى رؤية موحدة لعلاج القضايا الملحة، وتنسيق الجهود لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه قبل توقف الحوار منذ 5 أعوام.
وفي اليوم التالي لجولته في الفاتيكان، توجه الإمام الأكبر إلى فرنسا لحضور فعاليات الحوار الحضاري بين الشرق والغرب ولقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حيث طالب الغرب بضرورة تحسين العلاقات مع المسلمين ودمجهم بصورة تسمح لإزالة التوتر والحدة، مبرئا الإسلام من ارتكابه للجرائم التي تشهدها باريس وضواحيها، ومتخذا من زيارته لمسرح الأحداث “باتاكلان” وسيلة لتخفيف الضغط على مسلمي فرنسا.
وفي منتصف مايو الماضي، توجه شيخ الأزهر، إلى معقل “بوكو حرام” بنيجيريا، في أولى زياراته إلى دولة أفريقية منذ توليه رئاسة الأزهر، والتقى خلالها الرئيس النيجيري محمد بخاري الذي طلب منه إسداء النصيحة لتحقيق تطلعات شعبه.
كما ألقى شيخ الأزهر محاضرة عالمية، حضرها زعماء الطوائف الدينية في نيجيريا، للتأكيد على وسطية الإسلام ونبذه للعنف والإرهاب، وترجمت المحاضرة إلى عدة لغات، إضافة إلى خطابه إلى شعوب القارة الأفريقية، الذي تناول فيه جهود الأزهر الشريف في نشر صحيح الدين، فضلًا عن تجريم وتحريم كل ما تقوم به الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام وغيرها.
وكانت الشيشان هي وجهة “الطيب” الأخيرة، حيث حظي شيخ الأزهر باستقبال أسطوري من قبل الرئيس الشيشاني رمضان قادروف والشعب الشيشاني، مؤكدًا أن الشيشانيين نموذج للشعب المتمسك بالإسلام الصحيح الذي يوازن في حياته بين الروح والعقل والقلب، مضيفا أنه أعجب بالتقدم الهائل الذي حدث في الشيشان بقيادة الرئيس قادروف القوى بإسلامه ومنهجه الوسطي خلال فترة وجيزة بعد سنوات الحرب والدمار.
وأكد “الطيب” خلال لقائه بـ”قادروف” في القصر الرئاسي، أن الأزهر يقوم على خدمة المسلمين في كل مكان، وسيولي أهمية خاصة للشيشان بعد ما شاهده من محبة للإسلام الصحيح؛ للمساهمة في مساعدة هذا الشعب على مواجهة الأفكار والتيارات المتطرفة، ليؤكد على أن السنة والجماعة هم السائرون على النهج الأشعري والماتريدي دون غيرهم من مذاهب وطوائف اتخذت من التفسيرات والتأويلات مبررًا للعنف والإرهاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: