الكوره والملاعب

محمد عبدالله يفتح ملف وأسرار وتفاصيل احتراف اللاعبين المصريين بعد توقف النشاط الرياضي

127934_1396720818تحقيق | محمد عبدالله

تشهد الملاعب الأوروبية في الفترة الحالية عددًا لا بأس به من المحترفين المصريين، بعدما برز على ساحة كرة القدم المصرية أكثر من لاعب يستحق الاحتراف، وهو الأمر الذي أصبح غريبا على الكرة المصرية في الآونة الأخيرة، خصوصًا وأن الأندية كانت تتعنّت كثيرًا من أجل الموافقة على احتراف اللاعبين في الدوريات الأوروبية، وكان بعضها يطلب مبالغ خيالية من أجل إفساد الأمر.

مغالاة الأندية وعقلية اللاعب المصري

أهم معوقات انتشار اللاعبين المصريين

أوروبيًا

صلاح والمحمدي والنني أبرز النماذج

الناجحة..والقطبان يرفضان التفريط في

نجومهما

 

ويبدو أن ثورة 25 يناير 2011 رغم تأثيرها السلبي على النشاط الرياضي في البلاد، بعد توقف الحياة الرياضية وإلغاء مباريات الدوري في أعقاب مذبحة بورسعيد أيضًا، كان لها جانب آخر إيجابي، تمثّل في موافقة الأندية على فتح باب الاحتراف للاعبيها، خاصة اللاعبين صغار السن، وهو الأمر الذي تسبب في زيادة عدد اللاعبين المحترفين، وظهور نماذج متميزة، لعلّ أبرزها محمد صلاح، لاعب المقاولون العرب السابق، الذي انضم في فترة الانتقالات الشتوية الماضية إلى نادي تشيلسي الإنجليزي، بعد تجربة احتراف ناجحة في فريق بازل السويسري.

وتوالت تجارب اللاعبين المصريين في أوروبا، حيث خرج محمد النني لبازل في نفس وقت انتقال صلاح للفريق السويسري، بالإضافة لاحتراف محمود كهربا بلوزيرن السويسري، ثم انتقال صالح جمعة لاعب إنبي لماديرا البرتغالي، وانتقال شقيقه صالح لفريق يونيون برلين الألماني.

وخلال السطور التالية نرصد أبرز اللاعبين المصريين المحترفين في الدوريات الأوروبية، والأسباب التي كانت وراء زيادة عدد المحترفين بالدوريات الأوروبية.

أحمد المحمدي هال سيتي الإنجليزي

ظهر المحمدي مع نادي غزل المحلة، وشارك مع الفريق الأول وهو لم يتعدّ السابعة عشرة من عمره، وانضم لإنبي في مايو 2006، وفي عام 2010 انضم اللاعب لسندرلاند على سبيل الإعارة، قبل أن يضمه الفريق الإنجليزي بشكل نهائي، وبرحيل ستيف بروس، المدير الفني لسندرلاند عن صفوف الفريق، لم يعد المحمدي يشارك بشكل أساسي، وبعدها انتقل لهال سيتي تحت قيادة بروس، مدربه السابق في سندرلاند، على سبيل الإعارة، قبل أن ينتقل بشكل نهائي لهال سيتي.

أحمد المحمدي

أحمد حجازي فيرونتينا الإيطالي

بدأ أحمد حجازي، مدافع المنتخب المصري، حياته كلاعب محترف في 24 نوفمبر 2009، عندما لعب لأول مرة مع الإسماعيلي، وفي 22 ديسمبر 2011 أعلن الدراويش توصّلهم لاتفاق مع نادي فيورنتينا الإيطالي، على انتقال اللاعب لصفوف الأخير، مقابل 1,5 مليون يورو، وانضم رسميا في يوليو 2012.

وعانى حجازي من سوء حظ مع الفيولا، خصوصًا بعد تعرّضه لإصابة بالرباط الصليبي، عطلت انطلاقته مع الفريق في مسابقة الكالتشيو.

أحمد حسن كوكا

يتألّق أحمد حسن كوكا في تجربته الاحترافية مع ريو أفي البرتغالي، بعدما انضم إليه في عام 2012 بعد رحيله من قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، وأصبح اللاعب محطّ أنظار العديد من الأندية الأوروبية التي تتابعه مع فريقه، بعد ظهوره بمستوى متميز مع ناديه.

محمد النني

بدأ محمد النني في قطاع الناشئين بنادي المقاولون العرب، وبعدها تم تصعيده للفريق الأول، وانضم لصفوف بازل السويسري في الموسم الماضي، وتحديدًا في يناير 2013 على سبيل الإعارة مع زميله محمد صلاح، قبل أن يقوم النادي السويسري بضمّه بشكل نهائي مع صلاح، الذي تم بيعه مؤخرا لفريق تشيلسي الإنجليزي.

ويشارك النني بصفة دائمة في مباريات بازل، منذ انتقاله إليه، سواء أساسيًا أو بديلا.

النني

محمد صلاح

يعد صلاح ثامن لاعب مصري، يخوض تجربة الاحتراف بالدوري الإنجليزي، وكان أحمد حسام ميدو المدير الفني الحاليّ للزمالك، أول من بدأ مسيرته الاحترافية بالدوري الإنجليزي عام 2005 مع توتنهام، وانتقل بعدها إلى عدّة أندية إنجليزية هي ميدلزبرة وويجان ووست هام يونايتد ووبارنسلي، واحترف حسام غالي، في ناديي توتنهام وديربي كاونتي، وخاض أحمد فتحي، رحلته الاحترافية بإنجلترا، في ناديي شيفيلد يونايتد، وهال سيتي، فيما احترف محمد شوقي، ضمن صفوف نادي ميدلزبرة، وعمرو زكي، بناديي ويجان وهال سيتي، وأحمد المحمدي، الذي خاض تجربته بناديي سندرلاند وهال سيتي، ومحمد ناجي جدّو، الذي لعب لهال سيتي، قبل أن يكمل صلاح القائمة، كثامن محترف مصري في ملاعب إنجلترا.
بدأ اللاعب مسيرته في المقاولون العرب ومنها لبازل السويسري قبل الانتقال لصفوف البلوز.

محمود كهربا

انضم محمود عبد المنعم كهربا، مهاجم فريق إنبي إلى صفوف فريق لوزيرن السويسري في يوليو 2013 خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة، مع وجود بند يتيح للفريق السويسري ضم اللاعب بصورة نهائية مقابل سداد مبلغ معين، ورغم تألق كهربا وتسجيله العديد من الأهداف للوزيرن، أعلن النادي السويسري فجأة فسخ تعاقده مع اللاعب منذ فترة قصيرة، بداعي تطاوله على أحد أفراد الجهاز الفني وبعض المسئولين بالنادي.

صالح جمعة

انتقل صالح جمعة، لاعب وسط فريق إنبي، إلى صفوف فريق ناسيونال ماديرا البرتغالي في شهر يناير 2014، خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة لمدة موسم ونصف، على سبيل الإعارة، مع وجود بند يتيح لماديرا أولوية ضم اللاعب مقابل مبلغ متفق عليه بين الطرفين.

ويقدم اللاعب مستويات جيّدة مع فريقه، ويشارك بشكل أساسي في المباريات، ويحتل فريقه المركز الرابع بالدوري البرتغالي.

صالح جمعة

عبد الله جمعة

بدأ عبد الله جمعة في قطاع الناشئين بنادي إنبي، وبعدها انضم لفريق يونيون برلين، أحد أندية القسم الثاني بالدوري الألماني في يناير 2014، على سبيل الإعارة لمدة موسم ونصف، مع وجود بند يتيح للفريق الألماني التعاقد مع اللاعب بصورة نهائية مقابل مبلغ معين.

ويشارك اللاعب في المباريات مع فريقه بشكل أساسي في الدوري، ويقدّم مستويات جيدة.

حسام غالي

فضل حسام غالي الانتقال لنادي ليرس البلجيكي في يوليو 2013 بعد انتهاء عقده مع الأهلي بسبب عدم وضوح الرؤية بالنسبة للنشاط الرياضي في البلاد، خاصة وان إلغاء المسابقة المحلية في الموسم الماضي كان ينذر بعدم انطلاق البطولة في الموسم الحالي، وهو ما جعل اللاعب لا يتردد في عدم تجديد عقده ويقرر الانتقال للفريق البلجيكي.

وكان اللاعب قد سبق وخاض تجربة احتراف بتوتنهام الإنجليزي، بخلاف تجربة أخرى بنادي النصر السعودي.

شيكابالا

انضم محمود عبد الرازق شيكابالا صانع ألعاب فريق الزمالك لنادي سبورتنج لشبونة في شهر يناير الماضي، وتحديدا في اليوم الأخير لغلق باب القيد بعد شد وجذب بين مسئولي النادي الأبيض واللاعب وإدارة النادي البرتغالي بسبب الاختلاف على بعض التفاصيل المادية.

ورغم الضجة التي صاحبت الصفقة، فإن شيكابالا لم يشارك في أي مباراة رسمية مع لشبونة، بسبب الإصابة التي لحقت به، فضلا عن عدم جاهزيته، مما دفع الجهاز الفني لسبورتنج لشبونة للدفع به في مباريات الفريق الثاني فريق الرديف لتجهيزه.

شيكابالا

محمد الجباس

محمد الجباس بدأ حياته الرياضية في نادي المصري، قبل أن ينتقل عام 2009 إلى نادى ليرس البلجيكي، وانضم مؤخرا لصفوف فريق أرليه أفينيون
الفرنسي.

ولم تتوقف التجارب عند هذا  الحد، حيث خاض ثنائي الأهلي محمد ناجي جدو وأحمد فتحي تجربة احتراف قصيرة في هال سيتي الإنجليزي، ويوجد علي غزال في ماديرا البرتغالي، وخاض أحمد سعيد أوكا تجربة احتراف بليرس البلجيكي قبل الانضمام لفريق سموحه.

ويوجد في الدوريات العربية عدد لا بأس به من المحترفين المصريين، لعل أبرزهم أحمد عيد عبد الملك المحترف بأهلي بني غازي الليبي، وأحمد عبد الظاهر المحترف بالاتحاد الليبي، وأيمن حفني وأحمد مكي المحترفان بأهلي طرابلس الليبي، والثلاثي معاذ الحناوي وعبد الله فاروق ويوسف جمال، المحرفون بالهلال الليبي.

مفارقات غريبة

ترفض الأندية المصرية التفريط في لاعبيها بسهولة لخوض تجربة الاحتراف وخصوصًا الأهلي والزمالك أقطاب الكرة المصرية من أجل منافساتهما على البطولات المحلية والإفريقية، حيث سبق أن رفض الأهلي عروضا لاحتراف بعض لاعبيه، كما رفض الزمالك السماح لعمر جابر ومحمد إبراهيم بالاحتراف في فالنسيان الفرنسي ومالاجا الإسباني.

وبالنظر إلى فريق اسيك ابيدجان الايفوارى، نجد أنه يُخرج كل عاما ما يقرب من عشرين محترفًا، لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، فامتلاك لاعبين قادرين على تمثيل بلادهم، أهم لديهم من حصول النادي على البطولات.

ويعاني الدوري البرازيلي من الضعف، مقارنة بالدوري الإنجليزي والدوري الإسباني، لأن معظم لاعبي البرازيل يلعبون في أوروبا، حيث تملك أكثر من خمسمائة محترف!

وفي نفس الوقت نجد منتخبات إفريقية تضم كتيبة كاملة من المحترفين، لعل أبرزها منتخب غانا الذي يضم اودا فاتو حارس أورلاندو الجنوب إفريقي، وآدم كوارشي المحترف بالدوري النرويجي، وصامويل إينكوم لاعب دنيبرو الأوكراني، ودانيال أوباري لاعب ستاندارد لييج البلجيكي، وديفيد أدى لاعب فيتوريا جيمارايش البرتغالي، وبابا عبد الرحمن لاعب جرويثر فورث الألماني، وجون بوي لاعب رين الفرنسي، وجيري أكاماينكو لاعب إسكي شهر سبور التركي، ورشيد صوماليا لاعب صن داونز الجنوب إفريقي، ومحمد الأول لاعب ماريتسبورج الجنوب إفريقي، ومايكل إيسيان، لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي، وإيمانويل فريمبونج، لاعب فريق أرسنال، وسولي مونتاري لاعب ميلان الإيطالي، وكوادو أسامواه لاعب يوفنتوس الإيطالي، وإيمانويل أجيمانج بادو لاعب أودينيزي الإيطالي، وكيفن برنس بواتينج شالكه الألماني، وألبرت أدومواه لاعب فريق ميدلسبره الإنجليزي، ومبارك وكاسو لاعب روبين كازان الروسي، وكريستيان أتسو لاعب فريق فيتيس أرنهيم الهولندي، وأندريه أيو نجم مارسيليا الفرنسي، وأسامواه جيان، وعبد المجيد اريس، وجوردن أيو، والمهاتما أوتو، و جوناثان منساه لاعب بوردو الفرنسي.

طارق العشري

تزايد نسبي في عدد المحترفين

تزايد عدد المحترفين المصريين بالدوريات الأوروبية نسبيا بعد ثورة يناير وتوقف النشاط الرياضي، حيث وافقت الأندية على رحيل بعض اللاعبين لترشيد النفقات، وتحقيق استفادة مادية، في ظل غموض موقف الدوري، وكان إنبي والمقاولون العرب أكثر الأندية التي وافقت على احتراف لاعبيها، بينما تمسك الأهلي والزمالك بجميع اللاعبين.

طارق العشري: مغالاة الأندية في طلباتها كانت العائق الأبرز

يرى طارق العشري، المدير الفني السابق لفريق حرس الحدود، والحاليّ لفريق أهلي بني غازي الليبي، أن هناك سببين وراء قلة عدد اللاعبين المحترفين المصريين بالأندية الأوروبية، أولها، أن اللاعب المصري قليل الالتزام من الناحية التدريبية والخططية، باستثناء القليل أمثال محمد صلاح ومن قبله هاني رمزي وأحمد حسن وعبد الظاهر السقا.

ويتمثل السبب الثاني في مغالاة الأندية في مطالبها المادية للاستغناء عن اللاعبين لخوض تجربة الاحتراف، ووجه المدير الفني التحية لإدارتي المقاولون العرب وإنبي على موافقتهما على احتراف لاعبين صغار السن في دوريات أوروبية.

أسامة نبيه: زيادة قاعدة المحترفين ضروري حتى لا تتكرر مأساة غانا

يرى أسامة نبيه، المدرب المساعد للمنتخب، أنه لا بدّ من زيادة قاعدة اللاعبين المحترفين بالدوريات الأوروبية، موضحا أن قلة عدد اللاعبين المصريين المحترفين أحد أهم أسباب الخسارة التي تعرض لها المنتخب المصري أمام غانا بستة أهداف مقابل هدف، في ذهاب الجولة الفاصلة والمؤهلة لمونديال البرازيل.

وأوضح نبيه أن الفارق بين المنتخبين هو اعتماد غانا على كتيبة من اللاعبين المحترفين، في حين يعتمد المنتخب المصري على عدد قليل من المحترفين، ومعظمه من اللاعبين المحليين.

وأشار إلى أن غياب الفكر الاحترافي في إدارة الكرة المصرية هو السبب فيما وصلت إليه الرياضة، فضلا عن محاولات الأندية لعرقلة احتراف لاعبيها في سن صغيرة.

أسامة نبيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: